امتدت منطقة آشور في عصورها الأولى فيما بين نهري الزاب الأكبر والزاب الأصغر، وأطلت على نهر دجلة بضفتيه، وتكونت في مجملها من تلال وهضاب جيرية، ولكنها لم تعدم أمطارًا مناسبة، وانتفعت بسهولة خصبة متفرقة حول أربيل وكركوك وعلى ضفتي دجلة. واشترك في اسم آشور كل من أرضها وعاصمتها ومعبودها الأكبر وسكانها الأوائل، مع تحويره في التشكيل والنطق بين كل حالة وأخرى، مثل. آشور وآشور، وذكرت الألواح المسمارية أرضها باسم "مات آشور" وهذه قد تكون ذات صلة بالتسمية السومرية A. Usar، وذكرت أهلها باسم آشوريو. وانتشرت عبادة ربها آشور عن طريق الجاليات التجارية حتى أعالي دجلة وآسيا الصغرى بحيث تداخل اسمه في أسماء بعض الأفراد في منطقة كبادوكيا. ووردت تسمية آشور في بعض النصوص الأرامية بلفظ آثور. وذكرتها النصوص المصرية باسم "إسر" و"إسور".
في العصر العتيق:
عاصرت العاصمة آشور التي قامت فوق ربوة صخرية تحف بها مياه دجلة والتي قامت على أنقاضها قلعة الشرقاط الحالية، أواخر عصر بداية الأسرات السومري، وتعاملت مع أهله ومن تلاهم من الأكديين وانتفعت بحضارة هؤلاء وهؤلاء، لا سيما قواعد الكتابة المسمارية، وخلطت بين فنونهم وبين فنونها المحلية البسيطة. واعترفت بنفوذهم في عهود قوتهم، ولعلهم سلكوها حينذاك فيمن سموهم السوباريين "وأهل سبارتو، والسوبارتو". ثم اتضحت أسماء ملوك آشور منذ القرن الحادي والعشرين ق. م أو منذ ما قبله بقليل، وفيما يعاصر دولة أور الثالثة١، وامتاز منهم حينذاك بوزور آشور "الأول"، وشروكين "سرجون" الأول، وهو اسم سامي الصبغة. ويسمى عصر أولئك الملوك اصطلاحًا باسم العصر الآشوري العتيق، وقد امتدت فيه اتصالات آشور وتجارتها شيئًا فشيئًا حتى بلغت آسيا الصغرى.
في العصر الآشوري القديم:
بدأ الآشوريون وجهًا آخر من تاريخهم بعد أن احتكوا بالهجرات الحورية في أواخر القرن التاسع عشر ق. م وأوائل القرن الثامن عشر ق. م، وبدأت بينهم أسرة حكم جديدة يسمى عصرها اصطلاحًا باسم
١ See, Revue D’assyriologie, Viii, ١٤٢; E. Ebeling, In Altorientalische Texte Zum Alten Testament, ٢n. Ed., Edited By H. Grossman, ١٩٢٦, ٣٣٣ F.; E.F. Weinder, “Die Grossc Konigs-Liste Aus Assur”, Archiv Fur Orientforschung, Iii, “١٩٢٦” ٦٦ F