تغيرت بانتهاء الدهر الحجري القديم الأوسط صورة الشرق الأدنى القديم إلى حد كبير، فانتهت بانتهائه فترات الأمطار الكثيفة المتصلة في العروض المدارية والوسطى، وتضاءلت بانتهائه فرص نمو نباتات السفانا الوفيرة، وقلت بذلك فرص الحياة للحيوانات الضخمة التي تحب وفرة الماء ووفرة النباتات كالفيل، والخرتيت والثور البري، فانقرض بعضها، ولجأ بعضها الآخر إلى المناطق الاستوائية أو المناطق الشمالية الباردة. وأخذت ظروف الجفاف تسود الشرق الأدنى شيئًا فشيئًا، وظهرت معها حضارات بدائية جديدة هي حضارات الدهر الحجري القديم الأعلى، وفيها حاول الإنسان أن يتطور بوسائله المادية إلى ما يناسب ظروف حياته