بدأ مؤسس الأسرة الثانية عشرة حكمه في طيبة، واهتم بمعبد ربها آمون، ولكنه انتقل بعد سنوات بمقر حكمه إلى عاصمة جديدة شمالي الفيوم قرب بلدة اللشت الحالية وأطلق عليها اسم "إثت تاوي" بمعنى رابطة الوجهين أو القابضة على الأرضين. ونستطيع أن نعلل إقدامه على هذه الخطوة بعدة احتمالات، ومنها: رغبته في أن تصطبغ دولته بروح الجدة في مظاهرها ومخبرها معًا وأن تنتسب إليها عاصمة خاصة تذكر بها، ولعله تعمد أن يتخذ هذه العاصمة قرب منطقة بكر يمكن استغلالها في مشاريع زراعية جديدة، وهي المنطقة المحيطة ببحيرة الفيوم "وإن يكن استغلالها لم يتضح إلا في عهود خلفائه". ثم رغبته في أن تنتفع عاصمته الجديدة بخاصية التوسط النسبي بين أقاليم القطر، وأن تجعل بلاطه بعيدًا عن طيبة موطن أنصار الأسرة السابقة عليه، وأن تجعله هو على مقربة من أقاليم أنصاره الذين أزاد سلطانهم وأثابهم على تأييدهم له "في مصر الوسطى"، وكان عليه أن يظل متيقظًا لهم قريبًا منهم حتى لا يسيئوا استغلال السلطان الذي هيأه لهم.
ومع ذلك احتفظت طيبة في بقية عهود الأسرة بمركز العاصمة الدينية، وكان مما استجد من عمائرها مقصورة حجرية شيدت في عهد سنوسرت الأول في رحاب معبد آمون بالكرنك، ولا زالت تعتبر من أمتع آثار الدولة الوسطى الباقية من حيث أسلوبها المعماري ومن حيث رقة نقوشها ودقة تفاصيلها. وقد بناها مهندسه فوق منصة مسطحة مرتفعة يصعد الزائرون إليها على طريق صاعد قصير خفيف الميل يتوسطه درج، ويهبطون منها على طريق آخر يماثله ويواجهه، ولم تكن المقصورة في حد ذاتها غير ساحة مستطيلة تحيط بها