ظل الآشوريون على مهادنتهم الظاهرية للبابليين والكاسيين والميتانيين على التعاقب، حتى تعرضت دولة الميتان لهجمات عنيفة من جيرانها الخاتيين "الحيثيين" خلال القرن الرابع عشر ق. م، وبدأت تضعف تحت ضرباتهم وتخسر سلطانها شيئًا فشيئًا، ففاقت آشور غلى نفسها وظهرت فيها أسرة حاكمة جديدة في الربع الثاني من القرن الرابع عشر ق. م، يسمى عصرها اصطلاحًا باسم العصر الآشوري الوسيط. واستطاعت هذه الأسرة أن تحالف الخاتيين ضد الميتان، وانتقمت لنفسها من هؤلاء الأخارى بهجمات سريعة مخربة "انظر ص٤٩٣"، واستطاعت في الوقت نفسه أن ترتبط بالأسرة البابلية "الكاسية" برباط المصاهرة، وعلى أساس علاقات الند للند، وأصبحت ضلعًا في مشكلات وراثة العرش في بابل نفسها "راجع٤٩٠"، ولكن البابليين الكاسيين تقبلوا نشاطها على حذر، وقد أسلفنا بعض شواهد هذا الحذر حين أوفد الآشوريون سفارتهم إلى الفرعون المصري آخناتون فاحتج البابليون الكاسيون على جرأتهم وأصر ملكهم على أنهم لا يزالون من أتباعه "راجع ص٤٩٠".