كتاب الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق

ثانيا: الروعة والبنيان الراسخ في عصر الأسرة الرابعة - عهد خوفو - ص: 107

[عهد خوفو]

ورث عرش سنفرو ولده "خنوم خوفوي"، أو خوفو كما اختصر اسمه قديمًا ولا زال يعرف به، واستفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده، وتوفر له من سعة السلطان أكثر مما توفر لأبيه كما توفر لمصر في عهده من الإمكانيات المادية والكفايات الفنية أكثر مما توفر لها في عهد أبيه. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من شهرته كصاحب الهرم الأكبر، فليس ما يعرف عن أخبار عهده غير القليل. ومن هذا القليل أنه عثر على اسمه منقوشًا على محاجر منطقة جنوبية بعيدة تقع في الصحراء الغربية شمال شرق أبي سنبل وشمال غرب توشكا. وقد استغل رجاله منجم الجمشت فيها، كما قطعوا أحجار الديوريت منها ونقلوا عددًا من كتلها الضخمة نحو ٧٥٠ ميلًا إلى عاصمتهم ليصنعوا منها تماثيل مولاهم، وليرصفوا بها وأرضية معبده أيضًا فوق هضبة الجيزة، وخلدوا بذلك آيات جلدهم مثلما استطاع مولاهم أن يخلد سلطانه بضخامة هرمه.

وظهر اسم خوفو على بعض آثار معبد قديم في ميناء جبيل بلبنان، ووجدت معه أسماء ملوك مصريين آخرين سبقوه ولحقوا به من العصر العتيق ومن الدولة القديمة١. وليس ما يعرف حتى الآن عن الصورة

---

١ Asae,XXXVIII, ٣٦٩ F, ;Kees, Das Alte Aeg., ١٧٩. – ويفهم من حوليات خوفو أنه نحت له ١٤ تمثالًا دفعة واحدة تمثله واقفًا، ووجدت بقايا متناثرة كثيرة لتماثيله قرب هرمه.
Urk., I, ٢٣٨, I; W. S. Smith, A History Of Egyption Sculpture ..., ٢٠-٢١.
P. Montet, Byblos't L'egypte, ١٩٢٨, ٢٩ T., ٦٨ T.; Nelson, In Beyruts, ١٩٣٤, ١٩ F.
أطلق المصريون على جبيل في نصوص الدولة القديمة اسم "كبن"، وفي نصوص الدولة الوسطى "كبني"، وفي نصوص الدولة الحديثة "كبنا"، وذكرها الآشوريون باسم "جوبلا".
H. Gauthier, Dict. Géeg., V, ١٩٧f. ; Gardiner Ancient Egyptian Oncmastica, I, ٢٥٧.