وظلت مسطحات الرسم والنقش الأخرى في عصر الانتقال مسطحات محدودة سواء على جدران المقابر الصغيرة أم على سطوح النصب واللوحات الصغيرة التي أقام أصحابها بعضها في مقابرهم وتركوا بعضها الآخر في أبيدوس حول ضريح معبودهم رب الآخرة "أوزير" تبركًا به وأملًا في أن يبعثوا من حوله ويطعموا من خيره. واتصفت صورهم المنقوشة على هذه اللوحات والنصب بنوع من خشونة التنفيذ، ولكنها تميزت بتحررها بعض الشيء من أوضاع التصوير التقليدية القديمة، وبتعبيرها عن الحياة العادية والأسرية في عصرها، بحيث لم يكن على الفنان من بأس في أن يصور المتوفى صاحب النصب واقفًا يمسك قوسه، أو يصوره جالسًا يضع ولده على حجره وقلما ظهر ذلك على اللوحات الدينية من قبل.
واقتصر جهل المثالين في العصر نفسه على نحت أغلب التماثيل من الخشب لرخصة وسهولة نحته. وبقي حتى الآن عدد من تماثيل أثرياء الأقاليم، وهي تماثيل صغيرة في مجملها تتصف بالخشونة في صناعتها وتميل إلى الاستطالة والنحافة، شأنها في ذلك شأن أسلوب النقش والتصوير في عصرها، ولكن ميزها أن فنانيها حاولوا أن يترسموا فيها مذهبًا واقعيًّا فأظهروا الملامح الشخصية لوجوه أصحابها في غير تجميل مقصود، واستطاعوا بذلك أن يعوضوا خشونتها بنوع من صدق التعبير في إظهار الملامح الريفية الطيبة على حالها الذي تحتفظ به حتى الآن.
وظهرت إلى جانب تماثيل الخاصة مجموعات خشبية لتماثيل الأتباع والخدم، ظهرت فيها خشونة الصناعة بشكل واضح، ولم يميزها هي الأخرى غير شيء واحد، وهو أن صناعها صنعوا منها مجموعات مترابطة، وعبروا بأوضاعها عن الأعمال الجماعية التي قوم بها أصحابها في مصانع النجارة والنسيج وفي الصوامع والمخابز والمطابخ، فأسبغوا عليها بذلك شيئًا غير قليل من الحيوية وطرافة التعبير، وجعلوها مصدرًا رئيسيًّا من مصادر الحياة العادية في البيوت وفي مجالات العمل في الأوساط الشعبية بخاصة.