للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبلغ عرضه عشرة أذرع، امتلأ بالماء الصافي حتى حافته، على الرغم من أن جيوشًا عدة وبدو كثيرين مروا على مكانه أعوامًا طوالًا دون أن تراه عين أو يلحظه إنسان، على حد قول الوزير أمنمحات١.

وقال رجل آخر من عهد الملك نفسه في نص نقشه بوادي الحمامات: "خرجت إلى هذه البرية كما لو كنت ابن ستين "وعندي" سبعون ولدًا ولدوا من امرأة واحدة، وأديت كل ما هو صواب من أجل نب تاوي رع، عاش أبدا"، ويبدو أنه أوكلت إلى هذا الرجل مهمة الإشراف على منطقة واسعة في الصحراء الشرقية، بحيث ذكر أنه أصبح المدير الفعلي لأرض الصحراء كلها". وأضاف من صور نجاحه وإخلاصه في أداء مهمته أنه أحال وديان الصحراء ومرتفعاتها إلى غدران وعمرها بالذراري، وروى أنه تكفل بعمل تحصينات حدودية امتدت شمالًا حتى "منعة خوفو" في مديرية المنيا، وربما امتدت جنوبًا إلى بلدة لقيطة في وادي الحمامات٢. وخرجت بعثتان إلى النوبة في عهد الملك نفسه لاستغلال الجمشت في وادي الهودي إلى الجنوب الشرقي من أسوان بنحو سبعة عشر ميلًا٣.

أما البعثة الكبيرة الأخرى التي تقرن ببعثة أمنمحات فقدت خرجت في العام الثامن من عهد مونتوحوتب "سمنخ كارع" برياسة موظف كبير يدعى حنو "أو حننو"، وبلغ تعداد رجالها نحو ثلاثة آلاف رجل، مدنيين وعسكريين. وكانت تستهدف تأكيد الأمن في مسالك القوافل وتعميرها وتحصيل الهدايا باسم القصر الملكي وقطع أحجار لتماثيل ملكية ضخمة، ثم الإشراف على إنزال سفن "جبيلية" إلى البحر الأحمر لاستعادة الاتصال ببلاد بوينة عن طريقه واستيراد "بخور طازج" منها. واعترف حنو بأنه انتفع من حالة الأمن التي حققتها بعثة عسكرية سبقته إلى تأمين الطريق، وقد تكون تلك البعثة هي بعثة أمنمحات، أو بعثة استطلاعية من رجال حنو نفسه، وذكر أنه بدأ طريقه من قفط وسلك دربًا قصيرًا من دروب الصحراء، وروى أنه سار على الدرب الذي وجهه إليه مولاه، وأكد أنه أكرم رجاله فسمح لكل منهم بسقاء "أو قربة ماء صغيرة" وحامل "أي عصا مثل عصا الراعي يعلق فيه سرة الخبز وسقاء الماء" وقدرين، وصرف لكل منهم عشرين رغيفًا "صغيرًا" يوميًّا، وسمح لهم بأن يحملوا نعالهم على ظهور الحمير، وأضاف أنه ود لو جعل الطريق نهرًا وجعل الصحراء طريقًا زراعيًّا، وأنه عمل على تطهير آبار قديمة وحفر آبار أخرى جديدة، وقد بلغت في مجملها خمسة عشرة بئرًا "لا زالت بعض معالمها باقية". ثم استمر حنو في طريقه حتى بلغ ساحل البحر الأحمر، وأنزل سفينة أو سفنًا إلى البحر ودشها بذبح القرابين أمامها ثم عهد بها على رجالها، وحملها ببضائع يستبدلون بها ما توده الخزائن الملكية ومعابد الدولة من بلاد بوينة، ثم استغل طريق عودته لقطع أحجار تماثيل مولاه، وروى أنه فعل ذلك نظرًا لحب مولاه الشديد له٤.


١ L. D. Ii, ١٤٩ C, F. ; Etman, Zaes, ١٨٩١, ٦٠ ; A. R., I, ٤٥١.
٢ Couyat-Montet, Hammanat, Pl. I 'P. Newberry, Bent Hasan, Ii, ١٨-١٩.
٣ A. Rowe, Asae, Xxxix, ١٨٩ F. ; A. Fakhry, The Insciptions Of Wadi El Hudi. Cairo, ١٩٥٢.
٤ Hammamat, ١١٤ ;Breasted, Op. Cit., ٤٢٩ F. ; W. C. Hayes, "Career Of The Great Stweaed Hen-Enu". Jea, XXXV, ٤٣ F.

<<  <   >  >>