الخلصاء والكبراء، وتقاليد أهل البلاط، ومعرفة الرد شفاهة وكتابة على كل من يحادثه ويراسله، فضلًا عن راحة ضميره وحسن سمعته بين الأقارب والأغراب.
ولما كان الشيخ قد عاش في عصر شاهد الحكم الثيوقراطي واشتدت فيه نزعة التدين، وكان قد هيأ ولده لمنصب ذي صلة بمعبد، اصطبغت تعاليمه بروح التقوى والدعوة إلى خشية الإله والثقة بعلمه وعدله والإيمان بقضائه وقدره. وقال لولده "كن رصينًا في تفكيرك وثبت فؤادك ولا تتعود على أن تجدف بلسانك""ولا تفصلن فؤادك عن لسانك، تصبح مشروعاتك كلها ناجحة". "وثمة شيء آخر محبب إلى الرب وهو التروي قبل الكلام".
وكان من قوله له إنه "شتان بين الكلام الذي يقوله الناس وبين ما يفعله الإله". وعمل على أن يصرفه عن التبرم بالحياة وتخوف المستقبل، قائلًا له:"لا تقل: إن اليوم أشبه بغد، فإلام ينتهي هذا؟ "كلا" فالغد آتٍ واليوم منقضٍ، وقد تصبح اللجة الغائرة حافة للأمواج". "ولا تقضِ الليل متخوفًا من الغد قائلًا عندما يطلع النهار كيف يكون الغد؟ فما يعلم إنسان ما سيكون عليه الغد، والإله دائمًا في فلاح "تدبيره" والإنسان دائمًا في خيبة ظنونه". "ولا تتبرم بالفقر، فإن رامي السهام إذا اندفع إلى الأمام هجراته جنوده حين الخطر". ودعاه إلى احترام كبار السن وعلل ذلك بتعليل لطيف قال فيه "لا تسب من يكبرك سنًّا، فإنه قد شاهد "نور الإله" رع قبلك ... ، دعه يضربك إن شاء ويدك في خاصرتك. ودعه يسبك إن شاء وأنت صامت ... ". ودعاه بالتالي إلى احترام الرئيس وملاينته والبعد عن مجابهته بما يسوءه، ولكن نبهه إلى جانب ذلك إلى رب يهب الإنسان حاجاته في الحياة ويجعله آمنًا من كل خوف إذا دعاه، ويظل المؤمن في يده في سلام. وقال له في ذلك:"كن ثابتًا أمام غيرك من الناس، فالإنسان في مأمن في يد الرب، والرب يمقت من يزور في الكلام، وكبر مقتًا عنده النفاق". واعتبر ربه هذا واهبًا للعدالة ومن لا يتحرى عدالته يفسد تدبيره في دنياه، وقال:"لا تخصص عنايتك لمن اكتسى بثوب قشيب، وتقبله في الأسمال. ولا تتقبل رشوة من صاحب نفوذ، أو تظلم مقصور اليد من أجله، فالعدل هبة غالية من الرب يهبها لمن يشاء". وقال له:"إن الرب يحب إسعاد الفقير، أكثر مما يحب تعظيم النبيل".
وعلى نحو ما وضحت المشابهة والتأثير بين أناشيد أخناتون وبين مزامير العبرانيين، وضح تأثير مشابه من تعاليم أمنموبي على تعاليم اليهود في سفر الأمثال، في اللفظ والمعنى، بل وفي تقسيم الفقرات أيضًا١.
مما سنعود إلى بحثه مع حضارات الشام في المجلد الثاني لهذا الكتاب.