النهرين، وترقبوا فيها نتائج الصراع بين المدينتين المتنافستين إسين ولارسا. وعاصر أولهم، سومو أبوم، ملوك إسين ولارسا في عهد قوة المدينتين، واشتبكت جيوشه مع الجيوش الآشورية "في عهد ملكها إيلوشوما"، ولم ينته القتال بينهما إلى نتيجة حاسمة. وإن كان الملك البابلي قد عمل بعده على تحصين عاصمته بسور جديد من اللبن إتقاء للمفاجآت، وأزاد رجاله خطوطهم الدفاعية فشادوا سورًا آخر في إحدى ضواحي العاصمة، كما أزادوا ظهيرها الزراعي فضموا إليها منطقة خصبة تُدعى دلبات تبعد عنها بنحو سبعة وعشرين كيلومتر.
وعندما ازدادت سمعة بابل اعترفت بسلطانها اعترافًا جزئيًّا منطقة سيبار "أبو حبة" وأقسمت باسم ملك بابل في نصوصها المكتوبة. كما خضعت لسلطانها مدينة كيش بعد حرب طويلة تعاونت عليها فيها مع دولة لارسا. وانهزمت أمامها جيوش منطقة كازاللو ... ولو أن خضوع هذه المناطق القديمة لحكم الأسرة البابلية لم يكن دائمًا خضوعًا مخلصًا أو مطلقًا، فحاولت كيش أن ترفع النير عنها في عهد سومو أبوم نفسه، وذكر ملكها أنه لم يبق لديه بعد كفاح دام ثمان سنوات غير ثلاثمائة جندي، ولكنه واصل الجهاد معهم حتى استرد لبلده سيادتها.
وتجدد النزاع بين بابل وبين دويلات المدن الخاضعة لها في عهد ثاني ملوكها، مما لا نود التفصيل فيه، إلا أن ملكها أزاد سورها بعد انتصاره على خصومه وتوسعت جيوشه في فتوحها الإقليمية حتى سيطرت على إقليم أكد كله وسيطرت على عدة أجزاء من أرض سومر. ووجدت بابل في دولة لارسا وأسرتها الحاكمة نصف الإلامية أكبر منافس لها، بينما أصبحت دولة إسين فريسة للفريقين يقتطع ملوك لارسا بعض أجزائها حينًا، ويقتطع البابليون بعض أجزائها حينًا آخر. وظلت الحال كذلك حتى ولي حكم بابل سادس ملوكها وأكثرهم شهرة وهو حمورابي.