كان زوجها في بعث أذربيحان فرجع الجند ولم يرجع هو لأنه استفاد من جهاده ذاك ما اشترى به فرساً وجارية وسمى الفرس ورداً والجارية حبابة, وألهاه الحب عن العودة فكتب إلى امرأته يخبرها عن أمره فكتبت إليه شعراً:(من الطويل)
ألا فاقره مني السلام وقل له ... غنينا بفتيانٍ غطارفةٍ مرد
إذا شاء منهم ناشئٌ مد كفه ... إلى كفلٍ ريان أو كعثب نهد
بحمد أمير المؤمنين أقرهم ... شباباً وأغزاكم خوالف في الجند
فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ... قريباً فيقضوها على النأي والبعد
فأرسل إلينا بالسراح فإنه ... منانا, ولا ندعو لك الله بالرشد
إذا رجع الجند الذي أنت منهم ... فزادك رب الناس بعداً على بعد
فباع الجارية وذهب مسرعاً فوجدها معتكفة على السجود والصلاة, فقال: يا هند أفعلت ما قلت! قالت: الله أجل في عيني وأعظم من أن أركب مأثماً, ولكن كيف وجدت طعم الغيرة؟! فإنك غظتني فغظتك.