هي تقية بنت غيث بن علي السلمي الأرمنازي, أم علي, وتلقب بست النعم. فاضلة متأدبة أصلها من بلدة صور, ومولدها في دمشق, سكنت الإسكندرية وتوفيت بها سنة ٥٧٩ هجرية. مدحت الملك المظفر ابن أخي صلاح الدين ولها معه مطارحات.
[المناسبة]
كان معشر الشاعرة تقوى. عثر أحمد السلفي وهو إمام حافظ للقرآن ومحدث, عثر في منزله فانجرح أخمص قدمه فشقت وليدة (جارية) في الدار خرقة من خمارها وعصبت جرحه وشهدت ذلك تقية فقالت في الحال: (من الخفيف)
لو وجدت السبيل جدت بخدي ... عوضاً عن خمار تلك الوليدة
كيف لي أن أقبل اليوم رجلاً ... سلكت دهرها الطريق الحميدة
وقيل إنها نظمت قصيدة تمدح بها الملك المظفر عمر بن أخي السلطان صلاح الدين وكانت القصيدة خمرية وصفت فيها آلة المجلس وما يتعلق بالخمر, فلما وقف عليها قال: الشيخة تعرف هذه الأحوال من زمن صباها فبلغها ذلك, فنظمت قصيدةً أخرى حربية وصفت فيها الحرب أحسن وصفٍ, ثم سيرت إليه تقول:"علمي بهذا كعلمي بتلك"!