فتى لا يعد الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف
ولا الخيل إلا كل جرداء شطبةٍ ... وكل حصان باليد غروف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا ... فديناك من ساداتنا بألوف
ومازال حتى أزهق الموت نفسه ... شجاً لعدوٍ أو لجاً لضعيف
حليف الندى إن عاش يرضى به الندى ... وإن مات لا يرضى الندى بحليف
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد ... فيا رب خيل فضها وصفوف
فيا شجر الخابور مالك مورقاً ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
ألا يا لقومي للنوائب والردى ... ودهر ملح بالكرام عنيف
وللبدر من بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس همت بعده بكسوف
ولليث فوق النعش إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودةٍ وسقوف
بكت تغلب الغلباء يوم وفاته ... وأبرز منها كل ذات نصيف
يقلن وقد أبرزن بعدك للورى ... معاقد حلي من برىً وشنوف
كأنك لم تشهد مصاعاً ولم تقم ... مقاماً على الأعداء غير خفيف
ولم تشتمل يوم الوغى بكتيبةٍ ... ولم تبد في خضراء ذات رفيف
دلاص ترى فيها كدوحاً من القنا ... ومن ذلقٍ يعجمنها بحروف
وطعنة خلسٍ قد طعنت مرشةٍ ... على يزني كالشهاب رعوف
ومائدةٍ محمودةً قد علوتها ... بأوصال بختي أحذ عليف
[المناسبة]
وقالت الفارعة ترثي أخاها الوليد بن طريف: (من المتقارب)
ذكرت الوليد وأيامه ... إذا الأرض من شخصه بلقع