وخطبها رجل أشيب فكتبت إليه:
الشيب لا ينجع فيه الصبى ... بحيلةٍ فاسمع إلى نصحي
فلا تكن أجهل من الورى ... يبيت في الجهل كما يضحي
[٧٦- أنس القلوب الأندلسية]
[ترجمتها]
كانت جارية مغنية في قصر المنصور بن أبي عامرٍ الأندلسي وكانت مليحة جريئة ولها أخبار.
المناسبة
عشقت غلاماً, ودعيت لقصر المنصور فغنت عنده قائلة: (من الخفيف)
قدم الليل عند سير النهار ... وبدا البدر مثل نصف السوار
فكأن النهار صفحة خد ... وكأن الظلام خط عذار
وكأن الكؤوس جامد ماء ... وكأن المدام ذائب نار
نظري قد جنى علي ذنوباً ... كيف مما جنته عيني اعتذاري؟
يا لقومي تعجبوا من غزال ... جائر في محبتي وهو جاري
ليت لو كان لي إليه سبيل ... فأقضي من الهوى أوطاري
[المناسب]
سألها مولاها المنصور لمن تشير بهذه المعاني واشتد عليها وأغلظ في كلامه فبكت وطلبت منه العفو وقالت: (من المجتث)
أذنبت ذنباً عظيماً ... فكيف منه اعتذاري؟
والله قدر هذا ... ولم يكن باختياري
والعفو أحسن شيء ... يكون عند اقتدار