للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا يا غراب البين هل أنت مخبري ... فهل بقدوم الغائبين تبشرنا

لقد كانت الأيام تزهو لقربهم ... وكنا بهم نزهر وكانوا كما كنا

ألا قاتل الله النوى ما أمره ... وأقبحه, ماذا يريد النوى منا

ذكرت ليالي الجمع كنا سوية ... ففرقنا ريب الزمان وشتتنا

لئن رجعوا يوماً إلى دار عزهم ... لثمنا خفافاً للمطايا وقبلنا

ولم أنس إذا قالوا ضرار مقيد ... تركناه في دار العدو ويممنا

فما هذه الأيام إلا معارة ... وما نحن إلا مثل لفظٍ بلا معنى

أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم ... إذا ما ذكرناهم فوا قلبي المضنى

سلام على الأحباب في كل ساعةٍ ... وإن بعدوا عنا وإن منعوا منا

[المناسبة]

ثم قالت خولة لابد أن أخلصه وآخذ بثأره وتقدمت مع الجيش إلى أنطاكية مع النساء وهي تنشد: (من الوافر)

أبعد أخي تلذ الغمض عيني ... فكيف ينام مقروح الجفون

سأبكي ما حييت على شقيقٍ ... أعز علي من عيني اليمين

فلو أني لحقت به قتيلاً ... لهان علي إذا هو غير هون

وكنت إلى السلو أرى طريقاً ... وأعلق منه بالحبل المتين

وإنا معشر من مات منا ... فليس يموت موت المستكين

وإني أن يقال مضى ضرار ... لباكية بمنسجم هتون

وقالوا لم بكاك؟ فقلت: مهلاً ... أما أبكي وقد قطعوا وتيني

[قال الراوي] : وهجمت فخلصته من الأسر

<<  <   >  >>