وإن كنت مغتبطاً ساحباً ... ذيول الرضى في قرار النعم
وانشر من فضلكم ما ليت ... على أنه سافر كالعلم
فما روضة الحزن ذات الفنون ... إذا ما الصباح عليها بسم
وقد بلل الطل أحداقها ... كان الفريد عليها انتظم
يا طيب من فنحات الثناء ... أسيرها عنكم في الأمم
أروح وأغدو بها خاطباً ... لدى سامعي عرب أو عجم
لدى كل معترف تابع ... إذا قلت ألقى إلي السلم
ومن حقكم شكره آلائكم ... ومن حق شائنكم أن يذم
وله يصف مطراً بعد قحط، وإن الله تعالى قضايا واقعة بالعدل، وعطايا جامعة للفضل.
ومنحا يبسطها إذا شاء ترفيعا وأنعاما، ويقبضها إذا أراد تنبيتها وإلهاما، ويجعلها لقوم صلاحا وخيرا، وعلى آخر فساداً وضيرا، وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قطنوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد، وأنه بعد ما كان من امتساك الحيا، وتوقف السقيا، الذي ريع به الأمن، واستطير له الساكن ورجفت الأكباد فزعا، وذهلت الألباب جزعا، وأذكت ذكاء حرها، ومنعت السماء درها، واكتست الأرض غبرة بعد خضرة، ولبست شحوباً بعد نضرة، وكادت برود الأرض تطوى، ومدود نعم الله تزوي، نشر الله تعالى رحمته، وأتاح منَّته، وأزاح محنته، فبعث الرياح لواقح، وأرسل الغمام سوافح، بماء دفقن ورواء غدق، من سماء طبق، واستهل جفها فدمع، وسح دمعها فهمع، وصاب وبلها فنقع، فاستوفت الأرض رياء، واستكملت من نباتها أثاثا وريا، فزينة الأرض مشهورة، وحلة الروض منشورة، ومنة الرب موفورة، والقلوب ناعمة بعد بوسها، والوجوه ضاحكة بعد عبوسها، وأثار الجزع ممحوة، وسور الحمد متلوه، ونحن نستزيد الواهب نعمه التوفيق، ونستهده في قضاء الحقوق إلى سواء الطريق، ونستعيذ به من المنة، أن تصير فتنة، ومن المنحة أن تعود محنة، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[ذو الوزارتين الكاتب أبو بكر بن القصيرة رحمه الله]
غرة في جبين الملك، ودرة لا تصلح إلا لذلك السلك، وباهت به الأيام، وتاهت في يمنه الأقلام، واستملت عليه الدول اشتمال الكمام على النور، وانسربت