للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالدهر يخدم أن وصلت بمجده ... والمجد ينفح عن خطير اعظمِ

أهدي على ناي المزار عناية ... رفعت بذكري فوق زهر النجمِ

فوصلت من عزّ الذمام أمانيا ... وركضت في بال المراد يمقدمِ

فعليّ في شكر الملاذ إليّه ... وقفت على شكر الملاذ تهّممِ

ولما طوى أبا بكر مقدور حمامه، وخرى نجم أهتباله به واهتمامه عاد إلى المغرم، فقال قول الضجر المبرم: متقارب

فمن كان ينقص أغلاله ... فإنّ المعونة لا تنقص

تكرّ سريعاً بلا ونية ... وكلّ طريد بها يقنص

[الأديب أبو القاسم بن العطار رحمه الله تعالى]

أحد أدباء أشبيلية ونحاتها، العامرين لأرجاء المعارف وساحاتها، لولا مواصلة راحاته، وتعطيل بكره وروحاته، وموالاته للفرج، ومغالاته في عرف لأنس أو أرج، لا يعرج، إلا على ضفة نهر، ولا يلهج، إلا بقطعة زهر، ولا يحفل بملام، ولا ينتقل إلا في طاعة غلام، ناهيك من رجل مخلوع العنان في ميدان الصبابة، مغرم بالمحاسن غرام يزيد بحبابة، لا تراه إلا في ذمة انهماك، ولا تلقاه إلا في لمة انتهاك، رافعا لرايات الهوى، قارعا لثنيات الجوى، لا يقفر فؤاده من كلف، ولا يبيت إلا رهن تلف، أكثر خلق الله علاقة، وأحضرهم لمشهد خلاقة، مع جزالة تحرك السكون، وتضحك الطير في الركون، وقد أثبت له ما يرتحله في أوقات انسه وساعاته، وينفث به أثناء زفراته ولوعاته، فمن ذلك ما قاله في يوم ركب فيه النهر على عادة أنكشافه وارتضاعه لشغور اللذات وارتشافه. طويل

ركبنا على اسم الله نهر كانّه ... حباب على عطفه وشي حبابٍ

وإلاّ حسام جال فيه فرنده ... له من مديد الظلّ أيّ قرابٍ

وله في ذلك اليوم: طويل

عبرنا سماء النهر والجوّ مشرق ... وليس لنّا إلا الحباب نجومُ

وقد ألبسته الإيك برد ظلالها ... وللشمس في تلك البرزد رقومُ

وله فيه: كامل

لله بهجة منزه ضربت به ... فوق الغدير رواقها النشامُ

فمع الأصيل النر درع سابغ ... ومع الضحا يلتاح فيه حسامُ

<<  <   >  >>