للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عما نبه به أسعدي، وأثقب بتواخي الفضل منه أزندي، فلان القلم جمح في ميدان ما شرع، والكلم تعلق بأفنان من اخترع، فكان كالزهرة قطفت من رياضه، والنبغة ارتشفت من حياضه، ومحال أن أدعي معه صناعته، وأهدي إليه بضاعته، وله متغزلا، كامل

نفسي فداك وعدتني بزيارة ... فظللت أرقبها إلى الأمساء

حتى رأيت قسيم وجهك طالعاً ... لم تنتقصه غضاضة استحياء

فعلمت أنك قد حجبت وأنه ... لو راء وجهك ما سرى بسماء

وله إلى أبي أمية إبراهيم بن عصام يعرض بأحد الملوك رحمهم الله، منسرح

أمرر بقاضي القضاة أن له ... حقاً على كل مسلم يجب

وقل له أن ما سمعت به ... عن سر من راء كله كذب

قد غرني مثلما غررت به ... فجئته يستحثني الطرب

حتى إذا ما انتهيت صرت إلى ... سراب قفر من دونه حجب

وسلة للسماح ناسخة ... لها نبي الألهة الذهب

وله إلى أبي أمية وقد كتب إليه عين زمانه فرقعت نقطة على العين فتوهمها واعتقدها، وعددها وانتقدها كامل

لا تلزمني ما جنته يراعة ... طمست بريقتها عيون ثناءي

حقدت علي لزامها فتحولت ... أفعى تمج سمامها بسخاء

غدر الزمان وأهله عرف ولم ... أسمع بغدر يراعة وأناء

[ذو الوزارتين أبو الحسن بن الحاج رحمه الله]

شيخ الجلالة وفتاها، ومبدأ الفضائل ومنتهاها، مع كرم كانسجام الأمطار، وشيم كالنسيم المعطار، أقام زمنا على المدامة معتكفاً، ولثغور البطالة مرتشفاً، لا يغدو إلى ثملاً، ولا يروح إلا بنشوة مشتملا، وجود أبدا هاطل، وجيدة إلا من المعالي عاطل، ثم فاء عن تلك الساحة، واختار تعب النسك عن تلك الراحة، فراح حليف خشوع، وأصبح بين سجود وركوع، وله شعر له في النفس شروق، وكان الحسن منه مسروق، وقد أثبت منه أنواعاً، يضم عليها الاستحسان جوانح وأضلاعا، ويجلها من تجويده منازل ورباعا، أخبرني الوزير أبا عامر بن يشتغير أنه حضر معه في مجلس ابن لبون في يوم صرف عنه الزمان صرفه، وغمض فيه الحدثان

<<  <   >  >>