وخلّ أجتنابك أن الزمان ... يمرّ بتكديره ما حلا
وواصل اخاك بعلاّته ... فقد يلبس الثوب بعد البلا
وقل كالذي قاله شاعر ... نبيل وحقك أن تنبلا
إذا ما خليل أسا مرّة ... وقد كان قيي ما مضى مجملا
ذكرت المقدمّ من فعله ... فلم يفسد الآخر الأوّلا
أبا حسن أن أتى حادث ... يجرّد لي سيفك المصقلا
فودّي جديدك لم أبله ... يروقك في حليه والحلا
أولي الملامة عنك الزمان ... وأصحبك الأكوم الأفضلا
أقول وأنت لسان المقال ... وعين الكمال ورأس العلا
لئن جار فيك عليّ الزمام ... فقد كان لي حكماً اعدلا
لياليَ كنت صحيح الأخا ... صريح الوفاء بما أمّلا
تدافع عنّي خطوب الزمان ... يضرب الرقاب وطعن الكلا
ولكن أطعت غواة الرجال ... وبعت صديقك لا بالغلا
سأصبر للخطب حتى يزول ... وأدعو له رأيك الأجملا
ودونكها كالعروس الكعاب ... عليها من الحلي ما فصّلا
فكالزبد بالدهن في لينها ... وتخزي بشدّتها الجندلا
إذا صيد للشعر طير بغاث ... رأيت لها الطائر الأجدلا
ولم ألف جدّك جدّ الذي ... أكفّ به النازل المعضلا
[الأديب أبو عامر بن المرابط رحمه الله تعالى]
مديد الباع، شديد الانطباع، سالك مسالك المرققين، وترك سبيل المتشدقين، وأتى من الإبداع بما أراد، وسابق الأفذاذ والأفراد، إلا أن خ=هلاله لم يدرك الأقمار، وطواف عمره لم يبلغ الاعتمار، فأحتضر صغيرا، وأغار على المعاني حتى كر الدهر عليه مغيرا، وكانت له همة لم تعلق يده بعمل، ولم تطلق له عنان أمل، فأغري بالخمول، وبرئ من منازل المأمول، حتى حواه ملحده، وطواه دهره وهو أوحده، وقد أثبت له ما تعزف بع نبله، وترى إلى أي غرض كان يرمي نبله، فمن ذلك قوله يتغزل: رمل مجزوء
سر أن اسطعت فأنّي ... لست استطيع مسارا