والندى مع أدب كالبحر الزاخر، ونشر كالدر الفاخر، وقد أثبت له منه ما تعذب مقاطفه، وتلين معاطفه، فمن ذلك فصل راجع به ابن شماخ، عمر بابك، وأخصب جنابك، وطاوعك زمانك، ونعم بك أوأنك وسقى بلادك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي فما درج لسبيله، من كنت سلالة سليله ووارث معرسه ومقيله، وما حام وضرع، فخر رمى عن وتر قوسك ونزع، فلم يهلك هالك، ترك مثل مالك، فتركت المهاد، وألفت السهاد، وتقليت الأباء والأجداد، فأسرجت في ميدان الحمد براقا، اتخذ الريح خافيه وساقا، فاجتل من شعاب المجد صقعا، أثار به نقعا، ودوم في أفق السماء، تدويم فرخ الماء، حتى كأنه على قمة الراس ابن ماء، محلق لباهر فضلك أن يطول فيقول: خفيف لا بقومي شرفت بل شرفوا بي=وبنفسي فخرت لا بجدودي أو يتنزل فيمتثل: كامل
لسنا وأن كرمت أوائلنا ... يوما على الأحساب نتكلُ
نبني كما كانت اوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا
كم متعاط شاو طلقك، سولت له نفسه شق غبارك، واقتفاء مناهج أثارك، فما أدرك وطلح بعيره وبرك، وفي فصل منها، بيننا وسائل أحكمتها الأوائل، ما هي بالأنكاث، والوشائح الرثاث، من دونها عهد، جناه شهد، أرج عرف النسيم، مشرق جبين الأديم، رائق رقعة الجلباب، مقتبل رداء الشباب، كالصباح المنجاب، تروق أساريره، وتلقاك قبل اللقاء تباشيرة. وافر
ورثناهنّ عن أباء صدق ... ونرثها إذا متنا بنينا
[الفقيه الأستاذ أبو محمد عبد اله بن محمد بن]
السيد البطليوسي عليه رحمة الله وجزيل غفرانه شيخ المعارف وأمامها، ومن في يديه زمامها، لديه تنشد ضوال الإعراب، وتوجد شوارد اللغة والإعراب، إلى مقطع دمث، ومنزع في النفاسة غير منتكث، وكان له في دولة ابن رزين مجال ممتد، ومكان معتد، ولما رأى الأحوال، واختلالها، والأقوال واعتلالها وتلك الشموس قد هوت، ونجوم الآمال قد خوت، أضرب عن سواه، ونكب عن نجواه، ولتغرب بلوغه ابن رزين وجواه، ونصب