وكفّت أكّف السوء عنك وبلّغت ... مناها قلوب كي تراك حوائمُ
فإنّك بيت الله والحرم الذي ... بعزته ذلّ الملوك الأعاظمُ
وقد رفعت منك القواعد بالتقى ... وشادتك أيد برّة ومعاصمُ
وساويت في الفضل المقام كلاهما ... ينال به الزلفى وتمحى المئاثمُ
ومن أين تعدوك الفضائل كلّها ... وفيك مقامات الهدى والمعالمُ
ومبعث من ساد الورى وحوى العلى ... بمولده عبد الإله وهاشمُ
نبي حوى فضل النبيين واغتدى ... لهم أولاً في فضله وهو خاتمُ
وفيك يمين الله يلثمها الورى ... كما يلثم اليمنى من الملك لاثمُ
دعا دعوة فوق الصفا فأجابه ... قطوف من الفجّ العميق وراسمُ
فأسعجب بدعوى لم تلج مسعمي فتى ... ولم يعها إلاّ ذكيّ وعالمُ
ألهفي لأقدار عدت عنك همّتي ... فلم تنتهض منّي إليك العزايمُ
فياليت شعري هل أرى فيك داعيا ... إذا جارت لله فيك الغمائمُ
وهل تمحون عنّي خطايا اقترفتها ... خطا فيك لي أو يعملات رواسمُ
وهل لي من سقيا حجيجك شربة ... ومن زمزم يروي بها النفسَ حائمُ
وهل ليَ في أجر الملبّين مقسم ... إذا بذلت للناس فيك المقاسمُ
وكم زار مغناك المعظمّ مجرم ... فحطّت به عنه الخطايا العظائمُ
ومن أين لا يضحي مرجيك أمنا ... وقد أمنت فيك المهى والحمائمُ
لئن فاتني عنك الذي أنا رائم ... فإنّ هوى نفسي عليك لرائمُ
وأن يحمني حامي المقادير مقدما ... عليك فأنيّ بالفؤاد لقادمُ
عليك سلام الله ما طاف طائف ... بكعبتك العليا وما قام قائمُ
إذا نسم تهد عنّي تحيّة ... إليك فمهديها الرياح النواسمُ
أعوذ بمن أسناك من شرّ خلقه ... ونفسي فما منها سوى الله عاصمُ
وأهدي صلاتي والسلام لأحمد ... لعلّي به من كبّة النار سالم
[الوزير الأستاذ أبو الحسين بن سراج رحمه الله تعالى]
كبير دار الخلافة، الشهير الشفوف والأنافة، الذي جاءت به الدنيا، كما شاءت العليا، وقار، كان به تثبت الأرض، ومقدار، له النافلة في الجلالة والفرض،