لله درك إذ بسطت إلى الرضى ... نفسا تمادى الدهر في إحراجها
وأرقت ماء الود في نار الأسى ... كالراح يكسر وحدها بمزاجها
فياتني تلك الغمام فبردت ... من علة كالنار في إنضاجها
فأويت تحت ضلالها ووجدت برم ... نسيمها وكرغت في ثجاجها
حاولت مني أن أطارد حاجة ... مرضت فأعيا الناس باب علاجها
قل كيف تنعش بعد ول عثارها ... أم كيف تفتح بعد سد رتاجها
هيهات لا تثني النفوس لوجهة ... من بعد ما رجعت على أدبارها
لا زيد في أمري وضوحاً بعد ما ... قامت براهينه على منهاجها
فأكون إن زدت الصباح أدلة ... خرقاء تمشي في الضحى بسراجها
دعني أبرد بالقناعة غلة ... يأس النفوس أحق في أثلاجها
بكر بخلت على الأنام بوجهها ... ومنعتها من ليس من أزواجها
وصرفتها محجوبة بصوانها ... مثل السلوك تصان في أدراجها
كالنور في أكمامها والبيض في ... أغمادها والغيد في أدراجها
فالنفس إن ثبتت على أخلاقها ... أعيا على النصاح طول لجاجها
وله وقد استدعاه المتوكل في يوم ماطر، ونسيم روض عاطر، فصحبته في ممشاه إليه سحابة، وبلت عليه ثيابه، فلما دخل على المتوكل أدناه، وأكرم مثواه، وهز إلى القول في ذلك فاهتز، وأتى بما طبق مفصل الإبداع وحز، سريع
صاحبنا الغيث إلى الغيث ... لكنه غيث بلا غيث
سحابة تهمي حياها سرى ... لا تخلط الاعجال بالريث
يا ليث غاب حسنه باهر ... والحسن لا يعرف لليث
أجلني قربك في موضع ... يجل عن أين وعن حيث
[الأستاذ الأديب أبو محمد بن سارة الشنتريني رحمه الله]
سابق الحلبة، وعقد تلك اللبة، لا يشق غباره في ميدان نظام، ولا تنسق أخباره في قلة ارتباط وانتظام، أعان على نفسه الزمان، واستجلب لها الخمول والحرمان، فلا يطير إلا وقع، ولا يرقع خرقاً من حالة الأخرق ما رقع، وهو اليوم مكتتم في كسر تواريه، متقنع بلفذة تنعشه وشملة