إذا ما نشرت بساط ابتساط ... فعنه فديتك فاطو المزاحا
فإنّ المزاح كما قد حكى ... أولو العلم قبل عن العلم زاحا
وله في فصل من رسالة، لا بد لكل حين من بنين يجلون عاطله، ويجلون فضائله، ولكل محال، من رجال، يقومون بأعبائه، ويهيمون في كل واد بأنبائه، ولئن كانت جمرة الدب خامدة، وجذوته هامدة، ولسانه حصير، وأنسانه حسير، فلن يخليه الله من هلال يطلع، فيشرق بسمائه بدار، وزلال ينبع فيغدق بفضائه بحرا، وشبل يشدو فيزار من غابه ليثا، وطل يبدو، فيمطر من ربابه غيثا، ومن شعره. متقارب
لك الخير عندي لذاك النزاعِ ... عقل يهيم وقلب يراعُ
يعزّ علينا تنأي الديار ... وذاك سلامك لي والوداعُ
لكم أمل لي في اللقاء ... وأمنية قد طواها الزماعُ
فلم أجن منها سوى حسرة ... فوجد جميع وانس شعاعَ
لئن حّمل القلب ما لا يطاق ... فما كلّف الجفن لا يستطاعُ
وخرجنا لنزهة فلما أنصرفنا أصاب غفارتي شوك شقها فلما وصلت موضعي أمر أن أبعثها إليه، مع أحد عبيده المتصرفين بين يديه، فلما كان من الغد تأخر صرفها، وحضرت الجمعة فكتبت إليه معاتباًَ في توقفها، قد بقيت أعزك الله كالأسير، ولقيت التوحش بجناح كسير، أن أردت النهوض لم ننهض، وليت من لا بريش لم يهض، وقد غدوت من المقام، في مثل السقام، فلتأمر بردها، لعلي احضر الصلوة وأشهدها، لا زلت سريا تطلق من يد الوحشة بريا، أن شاء الله فراجعني أدام الله ياوليي جلالك، وأبقى حليا في جيد الدهر خلالك الفغارة عند من ينظر فيها، وقد بلغت غير مضيع تلافيها، ويرجى تمامها قبل الصلوة وادراكها، وتصل مع رسولي وكأنما قد شراكها، وان عاق عائق، فليس مع صحة الود مضائق، والعوض رائق لايق، وهو واصل وأنت بقبوله مواصل، والسلام ما در شارق، وومض بارق.
[الفقيه القاضي أبو الحسن بن زنباع رحمه الله تعالى]