ولا عجب إن ضمك السجن إنه ... لعمر العلة غمد وأنت له نصلُ
ولأخيه أبي الحسن: متقارب
ذكرت سليمي وحرّ الوغا ... كجسمي ساعة فارقتها
وأبصرت بين القنا قدها ... وقد ملن نحوي فعانقتها
وركب إلى سوق الدواب بقرطبة ومعه أبو الحسين ابن سراج فنظر إلى أبي الحكم بن حزم غلاماً كما عقّ ثمائمه، وهو يروق كأنه زهر فارق كمائمه، فسأل أبا الحسن ابن سراج أن يقول فيه فأرثي عليه، فثنى عنان القول إليه، فقال: طويل
رأى صاحبي عمرا فكلّف وصفه ... وحملني من ذاك ما ليس في لطرقِ
فقلت له عمرو كعمرو فقال لي ... صدقت ولكن ذا أشبّ عن الطوقِ
[الوزير الكاتب أبو محمد بن الحبير رحمه الله تعالى]
شيخ الأوان، القاعد على كيوان، الذي بهر بإبداعه، وظهر على الصبح عند انصداعه، وعطّل العوالي بيراعه، واطلع الكلام رائقاً، وجاء به متناسقاً، وقد أثبت من محاسنه ما تخال الروض عنه مبتسما، وترى الإحسان في زمانه مرتسما، نزلت عنده في إحدى سفراتي، نزولاً أجناني أزاهر مسراتي، وأولاني كل مستحسن سهل، وأراني أيام ابن الجهم مع الحسن بن سهل، وأقطفني كل نضر يانع، وأباح لي كل أملٍ لم تعقه أيدي الموانع، فلما أردت الانصراف أنشدني: طويل
يذكرّني نيل الهمام أبي نصر ... زمان اهتمامي بالقريض وبالنثرِ
وما لي لا أهدي الملام إليهما ... وقد رفعا من قد كل عر غمرِ
فلله ما يسدي ويلحم طبعه ... وينثر من شذر وينظم من درِ
ولله منه همّة عربية ... أبت أن ترى إلا على قمة النسرِ
لقد أحرزت علياه كلّ فصيلةٍ ... مطرّزة الأبراد عاطرة النشرِ
إلى حسب كالماء يصقله الصبا ... وعرض كعرف الروض غبّ حيا يسري
وله أيضاً: وافر
بدار الملك من صرف الزمان ... حوادث تجتليها الناظرانِ
تبدلت الحوافر من خدود ... وغرّ الخيل من غرّ الغواني
مطالع أوجه الغيد الحسان ... غصصن بكلّ يعبوب حصانِ
كأنّ نسور أيديهن فيها ... يطأن غراب عيني أو جناني
وله: بسيط
يا هاجرين أضلّ الله سعيكم ... كم تهجرون محبيكم بلا سببِ