للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كيف وهو ما تجزي به نفسا نفس، فإن شككت فيه فسل ما تنطوي لي جوائحك عليه، أو اتهمته فارجع إلى ما أرجع عند اشتباه الأمر إليه، تجده عذبا قراحاً، سائل الغرة تياجاً، ولك لا يكون ذلك وبيننا ذمة تجل أن تحصى بالحساب، بيض الوجوه كريمة الأحساب، لو كانت نسيماً لكانت بليلاً، أو كانت زماناً لم تكن إلا سحراً أو أصيلا، فراجعه أبو محمد برقعة فيها، كتبت عن ود لا أقول كصفو الراح فإن فيها جناحاً، ولا كسقط الزند فربما كان شحاحاً، ولكن أقول أصفى من ماء الغمام، وأضوأ من قمر متوافي التمام، فراجعه عنها،، كتبت دام عزك عن ود كماء الورد نفحة، وعهد كصفائه صفحة، ولا أقول أصفى من صوب الغمام، فقد يكون معه الشرق، ولا أضوأ من قمر التمام، فقد يدركه النقص ويمحق، وليس ما وقع فيه الاعتراض مختصاً بصفو الراح، ولا بسقط الزند عند الاقتداح، فإن أمور العالم هذه سبيلها، وجياد الكلام كيف شاء مجيلها، وإنما نقول ما قيل، ونتبع ما أجاد التحصيل، وحسن التأويل، فنستعير ما استعاروا، ونسير من التلميح في القول إلى ما ساروا، وبين أنا لم نرد من الراح الجناح، ولا من الزند الشحاح، ولا من ماء الورد ما فيه من مادة الزكام، ولا زيادة في بعض الأسقام، وله متغزلاً، وهو مما تبوأ فيه الإحسان منزلا، بسيط

يا ضرة الشمس قلبي منك في وهج ... لو كان بالنار لم تسكن ذرى حجر

أبيت أسهر لا أغفى فإن سبحت ... أغفاءة فكمثل اللمح بالبصر

إذا رأيت الدحى تعلو غواربها ... والنجم في قيدة حيران لم يسر

أقول ما بال بازي الصبح ليس له ... وقع وما الغراب الليل لم يطر

فإن سمحت بوصل أو بخلت به ... شكوت ليلي من طول ومن قصر

لا أفقد النجم أرعاه وأرقبه ... في الوصل منك وفي الهجران من قمر

وله فصل من رقعة، عمادي الأعلى أعزه الله شهاب إذا ظلم أفق، ووفاء إذا ضاع عند كريم حق، لا جرم أنه لسرو منار، ولمسيل الصفو قرار، به أنار ما أظلم، واستكمل من نقص من بهاء أدب واستتم، هذا ولم يبلغ أشدة، ولا استوفى في اكتهال حده، فكيف إذا أثمر زهره، وأبدر قمره، وتجاوز في الانتهاء رتبة، وحاز إلى طبع الكريم دربة، قسما ليحرزن المعالي، وإن أبى ذلك آب، ونبا فيه عن فهم الحقيقة ناب، ومجله أنا إن لم أراجعه

<<  <   >  >>