للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع فخر متأصل، وفهم إلى كل غامض متوصل، شقي بأبي أمية أو أنا، ولقي كل من صاحبه خزيا وهوانا، ثم أتلفا بقلوب دغلة، وضمائر نغلة، وأخلاق متنافرة، ونفوس بعضها ببعض كافرة، وله فيه أهاج مقذعة، وأقوال مستبشعة، أضربت عن ذكرها، وصنت كتابي عن نكرها، وقد أثبت من بدائعه نكتا يباهي بغرائبها، وتنظم في لباب الأيام وترائبها، فمن ذلك قوله يمدح أبا أمية رحمه الله: طويل

ذكرت وقد نمّ الرياض بعرفه ... فأبدي جمان الطلّ في الزهرَ النضرِ

حديثا ومرأى للسعيد يروقني ... كما راق نور الشمس في صفحة الدهرِ

سريت وثوب اليل أسود حالك ... فشق بذاك السير عن غرّة البدرِ

فلا أفق إلاّ جبينك نوره ... ولا نفس إلاّ في أناملك العشرِ

حنانيك في برّ النفوس لعلّها ... تردّ بلثم الكفّ عارفة البرِ

وعندي حديث من علاك علقته ... يسير كما سار النسيم على الزهرِ

فيبلغ أقصى الأرض وهي عريضة ... ويهدي جنى نور من الروضة الشعرِ

ففي كلّ أفق من حديثك عاطر ... يسير به لفظي ويطلعه فكري

ودونك منّي قطعة الروض قطعة ... تحّييك عن ودّي وتنفح عن شكري

ولقيني في أحد أسفاري إلى ذلك الأفق وأنا في جملة من حملة البيان ولمة من نبهاء الأعيان، فأومى إلى الترجل فمنعته، واقطعني من البر مثل ما أقطعته فقال: طويل

سلام كما فاح العبير لناسم ... عليك أبا نصر خلال النواسمِ

أحيّي به ذاك الجلال وأنمّا ... أحيّي به شخص العلا والمكارمِ

وله إلى ذي الوزارتين الكاتب أبي بكر بن القصيرة وكانت بينهما مودة، متأكدة ومع بلى الأيام متجددة، على ناي دارهما، وبعد قطبهما من مدارهما، وكثيراً ما كان يرفهه عن المعونة، بعايته، وينزله الرتية المصونة، من حمايته، عملا على شاكلة الجلال، وأنصافا لمشاكلة الخلال. طويل

كتبت على رسمي فبرّا بطالبِ ... رضاك وطولا من نهاك بأحرفِ

أبا هي بها عبد الحميد براعة ... وأحملها حمل الغريب المصنّفِ

وله إليه: كامل

نافس فديتك في ذمام المنعمِ ... ركن العلاء وحجّ ذاك الموسمِ

<<  <   >  >>