لا زلت تبقى للمحامد جامعا ... مع أحمد في ظل عيش أخضر
والسعد ينشر فوق رأسك راية ... تبقى مع العليا بقاء الأدهر
وكتب إليه الوزير الفقيه أبو بكر الطائي معاتباً له على تركه الزيارة قطعة أولها: طويل
ألا هل أمر الدهر مثل أبي بكر ... بفكر فإني لست ينفك عن فكري
فراجعه عنها: طويل
سلام كما حيتك عاطرة لنشر ... وإلا كما هب النسيم مع الفجر
وود كما سلسلت صافية الطللا ... وعهد كما راقت خدود من الزهر
وذكر كما غنت حمامة أيكة ... وشوق كما حن الحمام إلى الوكر
وحن إلى ذاك الجلال كما أتى ... حبيب بلا وعد ووصل على هجر
تحية من يفديك من كل حادث ... وقيت الردى بالنفس والأهل والوقر
ولله روض من جنابك زارني ... للفت له رأسي حياء أبا بكر
هو السحر بل أخفى من السحر رقة ... وأسرى إلى الأكباد من نطف الخمر
نسيت يدي مهما نسيتك معرضا ... وأخمل ذكري أن أرحتك عن ذكري
ولا ذكرتني السن الحمد ما انثنى ... لساني عن حمد لأقوالك الغر
ولكن عدتني عنك لا متلاهيا ... عود عدت من عادة الزمن النكر
فحسن ولا تعتب بنا الظن والتمس ... وعندي لك العتب لنا أحسن العذر
أمثلي يرى عن ذلك السرو سالياً ... سلوت إذاً عن كل مكرمة بكر
ولو لم نكن بيني وبينك أسرة ... لهمت بذاك الفضل والعلم والشعر
ولكنها قربى تعلق بالحشا ... لدي لها الإخلاص في السر والجهر
وحب مع الأيام يزداد جدة ... تتمكن ما بين الجوانح والصدر
ولم لا وقد أسلفت كل بديعة ... من الفضل قد خطت على صفحة البدر
سقيت الملا ماء المكارم والندى ... وأطلعت في روض العلا أينع الزهر
وقلدت جيد الدهر سلك محاسن ... وصنعت سوار المجد في معصم الدهر
وألبستنيها من تنائك حلة ... مطرزة العطفين بالنظم والنثر
نثرت على القول دار كأنه ... سقيط رذاذ الغيث في الورق النضر
وكم لك عندي من يد المعية ... يقل لها بذل البقية من عمري