والبدر محتجب لم تدر أنجمه ... أغاب عن سرر أم غاب عن خجل
هوت أعاديك من سار يورقه ... ركض الجواد وحمل اللامة الفضل
إذا الملوك نيام في مضاجعهم ... مستحسنون بهاء الحلي والحلل
لله صومك برا يوم فطرهم ... وما توخيت من وجه ومن عمل
نحرت فيه الكماة الصيد محتسباً ... وحسب غيرك نحر الشاء والإبل
إذا صرير المداري هزهم طربا ... الهاك عنه صرير البيض والأسل
وإن ثنتهم عن الإقدام عاذلة ... مضيت قدماً ولم تأذن إلى العذل
كم ضم ذا العيد من لاه به غزل ... وأنت تنشد أهل اللهو والغزل
في الخيل والخافقات البيض لي شغل ... ليس الصبابة والصهباء في شغلي
ظللت يومك لم تنفه به ظمئا ... وظل رمحك في عل وفي نهل
كلما رامت الروم الفرار أتت ... من كل أوب وضمتها يد الأجل
فصار نقبلهم نهباً ومدبرهم ... وعاد غانمهم من جملة النفل
فكم فككت عن الأغلال عن عنق ... وكم سددت بهذا الفتح من خلل
أنت الأمير الذي للمجد همته ... وللمسالك يحميها وللدول
وللمواهب أو للحظ أنمله ... ما لم تحن إلى الخطية الذبل
لمزدلي لواء كان يرفعه ... مناسب كالضحا والشمس في الحمل
الجابرين صدوع المعتفي لهم ... والكاسرين الظبى في هامة البطل
والعادلين عن الدنيا ونضرتها ... والسالكين على الأهدى من السبل
خير التبابع والأداء من يمن ... الغالبين على الآفاق الملل
يسود في آخر الإعصار آخرهم ... وساد أولهم في الأعصر الأول
يا أيها الملك المرهوب صولته ... والمرتجي غوثة في الحادث الجلل
من كابد العدم لم يكمل له أمل ... والعدم من أقطع الأشياء بالأمل
لولاه لم تبت الأشعار مرسلة ... عني وحقك لا نقضيه بالرسل
فافصح لعبدك يا مولاي مغتفراً ... ما كان من خطا أو منطق خطل
بقيت للدين والدنيا تحوطهما ... إذا حلا الغمض في الأجفان للمقل
وكتب إلى الوزير الكاتب أبي جعفر بن مسعدة، سيدي الأعلى، وعلقي الأغلى، وذخري للجلى، أطال الله بقاءك محسود الجناب، محمود المقام والمناب، من كرم دام