للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله: وافر مجزوء

إذا ما الشوق أرقني ... وبات الهمّ من كثبِ

فضضت الطينة الحمرا ... ء عن صفراء كالذهبِ

وله في زوجه وقد أقلقه الحزن (وتدفقت دموعه مثل المزن) : بسيط مجزوء

يا كوكب أسعدا حزينا ... أسهر ليل القريض عينه

يا ويلتي كان لي حبيب ... فرّق الدهر بيني وبينه

أهون وجدي على نواه ... وجد جميل على بثينة

وله فيها أيضاً: وافر

معاذ الله أن أسلو ببدر ... وإن أصبو إلى كاس وخمرِ

ولا لاراكة نهضت بحقب ... ولا لروادف وهظيم خصرِ

ولا تفاحة طلعت بخدّ ... ولا رمانة نبتت بصدرِ

وإن الهو من الدنيا بشيء ... وأم الفضل يا سفى بقبرِ

وبات مع أخويه في أيام صباه واستطابة جنوب الشباب وصباه بالمنية المسماة بالبديع وهي روض كان المتوكل يكلف بموافاته ويبتهج بحسن صفاته ويقطف رياحينه وزهره ويقف عليه إغفاءه وسهره ويستفزه الطرب متى ذكره وينتهز فرص الأنس فيه روحاته وبكره ويدير حمياه على ضفة نهره ويخلع سره فيه لطاعة جهره ومعه أخواه فطاردوا اللذات حتى انضوها ولبسوا برود السرور وما فضوها حتى صرعتهم العقار وطلحتهم تلك الأوقار فلما هم رداء الفجر أن يندا وجبين الصبح أن بتبدى قام الوزير أبو محمد فقال: خفيف

يا شقيقي وافى الصباح بوجه ... ستر الليل نوره وبهاؤه

فاصطبح واغتنم مسره يوم ... ليس تدري يما يجيء مساؤه

ثم استيقظ أخوه أبو بكر فقال: خفيف

يا خي قم تر النسيم عليلا ... باكر الروض والمدام شمولا

في رياض تعانق لزهر فيها ... مثلما عانق الخليل خليلا

لا تنم واغتنم مسرة يوم ... إنّ تحت التراب نوماً طويلا

ثم استيقظ أخوهما أبو الحسن (وقد ذهب من عقله الوسن) فقال: بسيط

يا صاحبيّ ذرا لومي ومعتبتي ... قم نصطبح خمرة من خير ما ذخروا

وبادرا غفلة الأيام واغتنما ... فاليوم خمر ويبدو في غد خبرُ

<<  <   >  >>