وله يصف يوماً أطربته فيه الأماني، وهزته المثالث والمثاني، وجرى الدهر به طوعا في أزمته، وانقاد إليه الأنس برمته، وسقته الراح صفوها، وأقطعته الأيام طربها ولهوها. طويل
ويوم ظللنا والمنى تحت ظلّه ... تدور علينا بالسعادة أفرك
بروض سقته الجاشرية مزنة ... لها صارم من لامع البرق بتاك
توسّدنا الصهباء أضغات أسه ... كانا على خضر الأرائك أملاكُ
وقد نظمتنا للرضى راحة الهوى ... فنحن اللثالي والمودّات أسلاك
تطاعننا فيه ثدي نواهد ... نهدن لحربي والسنّور أفناكُ
وتجلى لنا فيه وجوه نواعم ... يخلن بدورا والغدائر أحلاكُ
وكتب يشفع بذمام شباب صوخ نوره، وبرح به غدر الزمان وجوره، ياسيدي الأعلى، وظهيرى في الجلى، ونصيري المنيف في دوحة النبل فرعه، الحنيف في ملة الفضل شرعه، ومن أبقاه الله لرحم أدب مجفوة من الدروس والأخلاق، كالقلم المذهب، والخضاب الموشي لراحة الحسب، يستفيد به بهجة التكحل في العين، ورونق التشيب في مصوغ التبر واللجين، وقد رتبه النهى أشرف ترتيب، وبوبته العلى أبدع تبويب، فما أحقه بصدر النادي، وأسبقه إلى المرتبة بشرف المنادي، رعاية لأوامر الآداب، والمحافظة على الخلة الواشحة في أعصر الشباب، وتذكرا لربوع الصبا وأطلاله، وعهود اللذات المنثالة في بكره وآصاله، وما أسحبت الليالي في ميادينه من لبوس، نعيم وبوس، وأجنت الأيام في بساتينه من زهرات، أتراح ومسرات، حذوا للخلق الأكمل، وأخذا بقول الأول: بسيط
أنَّ الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يالفهم في المنزل الخشنِ