للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن فصوله، والمعارضة لفروعه وأصوله، فأبان عن الغرض، وخلص جوهره من كل عرض، وأبدع في أحكامه، وبرع في قضاياه وأحكامه، فحمل أبا نجي بن محمد استحسان ما كتبه، أن خططه للحين ولقبه، والمدام لرايه البائل مالكة، وبعقله في طرق الخبال سالكة، فلم يعمل فيها فكرا، ولم يأمل أعرافا أتى أم نكرا، فجرت عليه لقبا، وأعلته من الاشتهار مرقبا، وصار مرتسما في العلية، متسما بتلى الحلية، وما زالت الدول تستدنيه نائياً، وتنئيه دانيا، ولا تجعله مجنيا عليه ولا جانيا، فما بيده رفع شومه، ولا محو وشومه، وقد أثبت له ما نجتليه فتستحليه، وتلمحد، فمن ذلك قوله في مغن زار، بعد ما أغب وشط منه المزار. كامل

وافى وقد عظمت علي ذنوبه ... في غيبة قبحت بها أثاره

فحما إساءته بها إحسانه ... واستغفرت لذنوبه أوتاره

وكتب إليه عندما وصل أمير المسلمين، وناصر الدين إلى أشبيلية صادرا عن غزوة طلبيرة سنة ثلث وخمس مائة ووصل في جملته، ونزل بحملته، واتفق لي شغل توالى واتصل، إلى أن رحل أمير المسلمين أيده الله وانفصل، فاسلت عنه فأعلمت أنه سار معه، وما فارق مجتمعه، فكتب إليه نمستدعياً من كلامه ما أثبته في الديوان، وأنبته فيه زهر بستان، فوافاه رسولي من البلد على مرحلة، في ليلة من ضياء البدر محملة، فكتب إلي مراجعاً، الحذر أعزك الله يوتى من الثقة، والحبيب يوذي من المقة، وقد كنت أرضى من ودك وهو الصحيح بلمحة، واقنع من ثنائك وهو المسك بنفحة، فما زلت تعرضني للامتحان، وتطالبني بالبرهان، وتأخذني بالبيان، وأنا بنفسي أعلم، وعلى مقداري أحوط وأحزم، والمعيدي يسمع به لا أن يرى، وأن وردت أخباره تترى، فشخصه مقتحم مزدرى، ولا سيما من لا يجلي ناطقاً، ولا يبرز سابقاً فتركه والظنون ترجمة، والقال والقيل يقسمه، والأوهام تحله وتحرمه، وتحفيه وتخترقه، أولى به من كشف القناع، والتخلف عن منزلة الأمتاع، وفي الوقت من فرسان، هذا الشان، وأذمار هذا المضمار، وقطان هذه المناهل، وهداة تلك المجاهل، من تحسد فقره الكواكب، ويترجل إليه منها الراكب، فأما الأزاهر فملقاة في رباها، ولو حلت عن المسك حباها، وصيغت من الشمس حلاها، فهي من الوجد تنظر بك لعين شكرا، لا نكرا،

<<  <   >  >>