غريق في الاتهام والانجاد، ولايته أمان، وعمله جنان وخلقه رضوان، تود النجوم أن ينظمها في كتاب، اوينسقها نسق حساب، قد أرتقى بخطته باذخ السناء، وأخذ بضبعها رافعاً إلى السماء، فهناك وأنت ذاك، طاب الجنى ودنت المنى، وأيقن الشرف أنه في حرم وحمى، أقسم بالميتسم البارد، والحبيب الوارد، قسما تبقى على الشيب جدته، ويعز على المشيب حدته، ذكرى من ذلك العهد مدت بسببه ومنت إلى القلب بنسبه، ليحتون على الكرام، وليجترون على الأتام، وليأخذن قوق أيديها، وليكفن من تعديها، ما لهم تقحت أثلاثهم، وتسمهم بغير سماتهم، وتصفهم بصفاتهم وتعلهم بعرتهم، فأين أنت من الدب، وسنام قد أستوصل بالجب، وكيف ارتياحك بغير خمران دارت، ولمكرمة كالشمس أشرقت وأنارت، لا جرم إنك منها على ذكر، وبمدرجة حمد وشكر، وما هو إلا الشريف الوحد، ومن لا ينكر فضله ولا يجحد، أبو بكر أعزه الله وناهيك ثناء، وحسبك علاء وسناء، فتى دهي في ضيعته هناك بدواه، ورمي بخطوب غير ريوث ولا سواه، ورأيك أصاب الله برايك، وجبر الأولياء بسعيك، في تحصين مراعاته، وترفيهه ومحاشاته، ولولا عذر منع، لكان على أفقك النير قد طلع، ولكنه استناب قلانا وحسبه أن يودي كتابا، ويقتضي جوابا، ويتصرف على حكمك جيئة وذهابا، أن شاء الله، وله يعتذر من استبطاء المكاتبة. طويل
ولو قلبتني الحادثات مكانكم ... لا نهبتها وفري وأوطأتها خدّي
ولما نكب الوزير أبو محمد بن القاسم النكبة التي أنبات يتعذر الأوطار، لذوي الأخطار، وأعلنت بكساد الفضائل بكساد الفضائل والمعالي، واستيثار الوضيع على الماجد الغالي، لأنه كان طود كمال، وبحر إجمال، وناظم خلال، وعالم جلال، وحين ثل الدهر عرشه، وأحل سواه فرشه، خاطبه كل زعيم مسليا عن نكبته، وانتقاله من رتبته، فكتب إليه هو في جملة من كتب، وان كان نازلاً عن تلك الرتب، برقعه مستبدعة وهي، مثلك ثبت الله فؤادك، وخفف من كاهل المكارم ما أدهى بك وعادك، يلقى دهره مكترث، وينازله بصبر غير منتكث، ويبسم عند قطوبه ويفل شباة خطوبه، فما هي إلا غمرة تنجلي، وخطرة يليها من