للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذ الربيع عليه كل ثنية ... فبكل مرقية لواء شقيقُ

وله مما يتعلق بصفة نار: [كامل]

ومعين ماء البشر أبرق هشة ... فكرعت من صفحاته في مشربِ

متهلل يندي حياء وجهه ... فتراه بين مفضض ومذهب

أنضى الحسام حسادة ففرنده ... دمع ترقرق فوقه لم يسكب

خيمت منه بين طود شامخ ... نال السماء وبين روض معشب

تهفو به نار القرى فكأنها ... مهما عشا ضيف إليها معشبِ

حمراء نازعت الظلام رداءه ... وهنا وزاحمت السماء بمنكب

ضربت سماء من دخان فوقها ... لم تذر فيها شعلة من كوكب

وتنفست عن كل لفحة جمرةٍ ... باتت لها ريح الشمال بمرقبِ

مشبوبة وكأنما هي زفرة ... من محنق أو نظرة من مغضبِ

قد ألهبت فتذهبت فكأنها ... لسكون شر شرارها لم تلهبِ

تذكر وراء رمادها فكأنها ... شقراء تمرح في عجاج أكهبِ

والليل قد ولى يقلص برده ... كبرا ويسحب ذيله في المغربِ

وكأنما نجم الثريا سحرة ... وكف تمسح من معاطف أشهبِ

ووصلت شاطبة في فطر سنة عشر وخمس ماية والأمير أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين أيده الله معيد بها، ومجدد ذاهب رتبها، وكان عيدا، كان عهد أهلها بمثله بعيدا، بل لم يعهد بالقطر شبيهه، ولم يحضر مثله خاملة ولا نبيهه، وكان ابن خفاجة هذا حاضراً لاستنجاز وعده، بالتوقيع على صك يحذى نعاله من عنده، فلما كان يوم العيد واحتفل جمعه واحتشد، قام أبو إسحق وأنشد، [طويل]

سجعت وقد غنى الحمام فرجعا ... وما كنت لولا أن تغنى لاسجعا

وأندب عهدا بالمشقر سالفا ... وظل غمام للصبا قد تقشعا

ولم أدرِ ما أبكي أرسم شبيبة ... عفا أم مصيفا من سليمى ومربعا

وأوجع توديع الأحبة فرقة ... شباب على رغم الأحبة ودعا

وكان أشهى ذلك الليل مرقدا ... وأندى محيا ذلك الصبح ومطلعا

وأقصر ذلك العهد يوما وليلة ... وأطيب ذاك العيش ظلاً ومكرعا

<<  <   >  >>