للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليك بها درا تلقب احرفا ... وقطعة ديباج يسمونها طرسا

وفضلك في الأغضآء عما بعثته ... فليس يجيد الشعر من عدم الحسا

ولما نوى الانفصال، خاف الانتهاب والاستيصال، فأراد أن يكتم ذلك الفرار، ويطوي إعلانه في الأسرار، وخشي أن يفطن بخروجه، ويطلع علي من خلال فروجه، فعزم على موادعة بعض الإخوان، ومطالعة ما في ذلك الخوان، فكتب إليهم: وافر

أقول تحية وهي الوداع ... خداع لي وما يعني الخداع

اعلل بالمنى قلبا شعاعاً ... ولن يتعلل القلب الشعاع

واترك جيرة حاروا واشدوا ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا

إذا لم يرع لي أدب وباس ... فلا طال الحسام ولا اليراع

لقد باعتني الأيام بخسا ... وعهدي بالذخائر لا تباع

أجفتني فلم تنبت ربيع ... وحطتني فلم يثبت يفاع

ومكنت العدى مني فعاثت ... بلحمي ضعف ما عاث السباع

ولما لم يره إعلانه وتصريحه، ولم تلق إعصارا ريحه، وأعلن بوداعه، وفتن بإحسانه وإبداعه، فقال يخاطت ناصر الدولة مودعاً ومعاتباً، متقارب

سلام على المجد يندى بليلا ... كنشر الربى بكرة وأصيلا

سلام وكنت أقول الوداع ... ولكن أدرج قلبي قليلا

أخاف عليه انصداع الصفاة ... وألا يكون زجاجا عليلا

جرحت لديك وكنت البري ... كما يجرح اللحظ خدا أسيلا

ولو لم أكن ماضي الشفرتين ... لما فلني لدهر غضباً صقيلا

أنت ذلة منك محبوبة ... فلم أرض بالعز منها بديلا

تلفيت فيها سواد الخطوب ... فاشبه عندي طرفا كحيلا

وله متغزلاً قي صاحب خيلان، متقارب

رضى المتوكل فارقته ... فلم يرضني بعده العالم

<<  <   >  >>