للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إليه يستنجده: طويل

أشيع أيامي يعل وليتما ... واشغل أوصافي بما وكأنما

وازمع يأساً ثم اذكر أنني ... بحضرة أزكى الناس فرعا ومنتمى

فارتقب العتبى واشدوا تعللا ... عسى وطن يدنو بهم ولعلما

أفضه علينا كوثريا لعله ... يبرد نارا في الحشى من جهنما

ورد حوبي وهي تثني صوامتا ... كفاها لسان الحال أن تتكلما

فما جئت جالينوس مستشفياً به ... ولا علتي حين المسيح ابن مريما

وقال يمدح الفقيه القاضي أبا بكر بن العربي أدام الله بالطاعة عزهك: خفيف

أيها البدر لا عداك التمام ... وسقانا من راحتيك الغمام

لح طليقاً لنا بسيف صقيل ... مثل ما رقرق الفرند الحسام

واجل ثغر نشيم منه الأماني ... بارقاً للسماح فيه ابتسام

قد حططنا الرحال في ظل دوح ... اثمر البر فيه والإكرام

ورأينا تواضعا من مهيب ... بمعاليه توج الأعظام

قاعد ولزمان بين يديه ... قائم والصروف والأيام

كلها سامع لها مطيع ... ينقذ النقض فيه والإبرام

من يطع ربه تطعه الليالي ... وتجيئه الورى وهم خدام

هو رضوان في سكينة رضوى ... رضي الله عنه والإسلام

يا كتاب بالله قبل يديه ... بدلا من فمي ففيه احتشام

ثم بين له بان ثواءي ... كان عاما والآن قد جاء عام

ولبيد لم يشترط لبكاء ... غير حول مضى وقال سلام

قل له قد أتتك منه القوافي ... كالأزاهير شق عنها الكمام

جالبات من المديح إليه ... مسك دارين فض عنه الختام

وادرنا فرائد المدح بحراً ... يغرق الدر فيه وهو توأم

والأماني شبائب لم تفارق ... غرة العيش والرجاء غلام

يتغنى من المديح بلحن ... فهمته منه الأيادي الجسام

رش وطوق فإنما أنت دوح ... رف بالمكرمات وهي حمام

حثنا للرحيل عنك اضطرار ... ولا رواحنا لديك مقام

<<  <   >  >>