وقال يمدحه أيضاً: خفيف
هاكها كالجنوب تزكي القطارا ... صافح الورد نفحها والعرارا
في جبين من حالك الحبر تبدي ... لك ليلا من طرسه ونهارا
رق ديباجة فراق زلالا ... حيث دارت به النواسم دارا
تتلألأ من المعاني شموس ... فوق صفحيه تخطف الأبصارا
خجل الصبح من شكاتي فأهدى ... سوسن الخد منه جلنارا
وروائي بلا عقار فكادت ... صفحة منه تستسهل عقارا
وروائي السحاب اسحب حالا ... ذات عدم فذاب ماء ونارا
عثر الدهر بي وقد جئت حراً ... زاكي الأصل ينعش الأحرارا
إن تكن عصمة فإن عصاما ... جده لم يزل يقبل العثارا
قاضي الشرق أشرقتني بريقي ... نائبات يطلبن عندي ثارا
لا لذنب إلا لأني أديب ... طاب عود منه فكان نضارا
أجل درا يرف حسنا وإن كام نت ضلوعي تهفو عليه أحرارا
حاش لي أن أزفها ثيبات ... عنسا بل كواعبا أبكارا
لفحت أضلعي بها فاستهلت ... بين كفيك تنشد الأشعارا
طلعت في أهله من ضلوع ... لي تجلو نباتها أقمارا
أرضعته در البلاغة منها ... أمهات لم تحتلب أضأرا
وارتك الرياض منها كمام ... جادها النبل وابلا مدرارا
ما على بابل لو استقبلتها ... فاجتنت من ثمارها الأسحارا
كل خمرية ولم تسق خمرا ... تلبس الحسن والدلال خمارا
تذر السامعين يثنون أعطام فاسكاري وما هم بسكارى
لو تغلغلن في مسامع رضوى ... لا نثن راقصا وخلى الوقارا
ليس في فسحة من الغدر إلا ... من صبا خالعا إليها العذارا
وجهها أجزل المهور فلولا ... أنت ما أدلجت بهن المهارا
أبصرتها النجوم أشرق منها ... فسرت تخبط الظلام حيارى
وله في فتى وسيم نزل مكانه أسود: طويل
مضت جنة الماوى وجاءت جهنم ... فها أنا أشقى بعد ما كنت أنعم