للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النقد كيسه، وتخلى عنه إلا تقديره وتنكيسه، فنزل بأحد شوارعها، لا يفترش إلا نكده، ولا يتوسد إلا عضده، وبات بليلة ابن عندل، تهب عليه صرصر لا ينفح منها عنبر ولا صندل، فلما كان من السحر دخل عليه ابن الطوفان فأشفق لحاله، وفرط أمحاله، وأعليه أن الأفضل استدعاه، ولو أرتاد بقطعة يغنيها له لاخصب مرعاه فصنه له في حينه. بسيط

قل للملوك وأن كانت لهم همم ... تأوي إليها الأماني غير متّئدِ

إذا وصلت بشاه شاه لي سببا ... فلن أبالي بمن منهم نفضت يدي

من اوجه الشمس لم يعدجل بها قمرا ... يعشو إلى ضوءه لو كان ذا رمدِ

فلما كان من الغد وافاه فدفع إليه خمسين مثقالا مصرية وكسوة وأعلمه انه غناه، وجود الإظهار لفظه ومعناه، وكرره حتى أثبته في سمعه وقرره، فسأله عن قائله فأعلمه يقتله، وكلمه في رفع خلته، فأمر له بذلك وكتب إلي يستعتبني: طويل

كتب ولو وفّيت برّك حقّه ... لما اقتصرت كفّي على رقم قرطاسِ

ونابت عن الخطّ الخطا وتبادرت ... فطورا على عيني وطورا على راسي

سل الكاس عنّي هل أديرت فلم أصغ ... مديحك ألحانا يسوغ بها كاسي

وهل نافح الآس الندامى فلم أدع ... ثناءك أذكى من منافحة الآسِ

وله: طويل

قصدت على أن الزيارة سنّة ... يؤكّدها قرض من الودّ واجبُ

فألفيت باب سهّل الله فتحه ... ولكن عليه من عبوسك حاجبُ

موضت ومرّضت الكلام تثاقلا ... إليّ إلى أن خلت أنّك عايبُ

فلا تتكلّف للعبوس مشقّةً ... سأرضيك بالهجرانٍ إذ أنت غاضبُ

فما الأرض تدمير ولا أنت أهلها ... ولا الرزق أن أعرضت عنّي حاجبُ

وأرى علي غفارة وخاتما كلاهما مستغرب فوجه إلي في الغفارة فبعثتها غليه فكتب إلي: طويل

نشقنا من المجد الموثلّ نفحة ... تزيد على الندّ المثلّث والمسكِ

وما ذاك إلاّ أن سالت فجاد لي ... أبو نصر الأعلى ببرنسه المسكِ

ينظم في جيد المعالي قلائد ... هي الدرّ للجدوى وعلياه للسلكِ

إذا ختمت يمناه منّي عاطلا ... خلعت على اليسرى به خاتم الملكِ

<<  <   >  >>