للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدا سمعه عني وأصغى إلى عدي ... لهم في أديمي كلما استمكنوا عط

بلغت المدى إذا قصروا فقلوبهم ... مكامن أضغان أساودها رقط

يولونني عرض الكراهة والقلى ... وما دهرهم إلا النفاسة والغبط

ولما انتحوني بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط

فررت فإن قالوا الفرار به ... فقد فر موسى حين هم به القبط

وني لراج أن تعود كبدئها ... لي الشيمة الزهراء والخلق السبط

وحلم امرئ تعفى الذنوب لعفوه ... وتمحى الخطايا مثل ما تمحى الخط

فما لك لا تختصني بشفاعة ... يلوح على دهري لميسها غلط

تقي بنسيم العنبر الورد ريحها ... إذا شعشع المسك الأحم به خلط

فإن يسعف المولى فنعم كريمة ... نفس عن نفس ألظ بها ضغط

وإن يأب إلا قبض مبسوط فضله ... في يد مولى القبض ولبسط

وله أيضاً: طويل

كان عشي القطر في شاطئ النهر ... قد زهرت فيه الأزاهر كالزهر

ترش بماء الورد رشا ونثني ... لتغليف أفواه بطيبة الخمر

وبات ليلة بإحدى جنات إشبيلية فال: طويل

وليل أدمنا فيه شرب مدامة ... إلى أن بدا للصبح في الليل تأثير

وجاءت نجوم الصبح تضرب في الدجا ... فولت نجوم الليل والليل مقهور

فحزنا من اللذات أطيب طيبها ... ولم يعنا هم ولا عاق تكدير

خلا أنه لو طال دامت مسرتي ... ولكن ليالي الوصل فيهن تقصير

لم يزل دنو ولادة فيتعذر، ويباح دمه دونها ويهدر، لسوء أثره في ملك قرطبة وواليها وقبائح كان ينسبها إليه ويواليها، أحقدت بني جهور عليه، وسددت أسنتهم إليه، فلما يئس من لقياها، وحجب عنه حياها، إليها يستديم، عهدها، يؤكد ودها، ويعتذر من فراقها بالخطب الذي غشيه، والامتحان الذي خشيه، ويعلمها أه ما سلا عنها بخمر، ولا خبا ما بين ضلوعه لها من ملتهب جمر، وهي قصيدة ضربت في الإبداع بسهم، وطلعت في كل خاطر ووهم، ونزعت منزعا قصر نه حبيب وابن الجهم، وأولها: بسيط

<<  <   >  >>