للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت بالحنيفية السمحة (١) » .

وأخرج أحمد في [مسنده] والطبراني والبزار وغيرهما عن ابن عباس قال: «قيل: يا رسول الله، أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: "الحنيفية السمحة (٢) » ، وروى أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «إن دين الله يسر (٣) » ثلاثا، وروى أحمد أيضا من حديث الأعرابي بسند صحيح: «خير دينكم أيسره (٤) » .

أسباب التخفيف:

ذكر ابن نجيم (٥) أنها سبعة: وهي: السفر، والإكراه، والنسيان، والجهل، والعسر، وعموم البلوى، والنقص، وأمثلتها ظاهرة.

أقسام المشقة: قال القرافي (٦) : المشاق قسمان:

أحدهما: لا تنفك عنه العبادة؟ كالوضوء والغسل في البرد، والصوم في النهار الطويل، والمخاطرة بالنفس في الجهاد، ونحو ذلك، فهذا القسم لا يوجب تخفيفا في العبادة؛ لأنه قرر معها.

وثانيهما: المشاق التي تنفك عنها العبادة، وهي ثلاثة أنواع:

في الرتبة العليا؛ كالخوف على النفوس والأعضاء والمنافع فيوجب التخفيف؛ لأن حفظ هذه الأمور هو سبب مصالح الدنيا والآخرة، فلو حصلنا هذه العبادة لثوابها لذهب أمثال هذه العبادة.


(١) مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٦٦) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (١/٢٣٦) .
(٣) مسند أحمد بن حنبل (٥/٦٩) .
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٧٩) .
(٥) [لأشباه والنظائر] ص ٧٥- ٨٢.
(٦) [الفروق] (١\ ١١٨، ١١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>