للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم في أناس فسألوه عن العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الوأد الخفي (١) » ، وهي قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (٢) قالوا: وهذا ناسخ لأخبار الإباحة، فإنه ناقل عن الأصل، وأحاديث الإباحة على وفق البراءة الأصلية وأحكام الشرع ناقلة عن البراءة الأصلية، قالوا: وقول جابر: «كنا نعزل والقرآن ينزل، (٣) » فلو كان شيئا ينهى عنه لنهى القرآن عنه. فيقال: قد نهى عنه من أنزل عليه القرآن بقوله: «إنه الموءودة الصغرى (٤) » والوأد كله حرام. قالوا: وقد فهم الحسن البصري النهي من حديث أبي سعيد الخدري لما ذكر العزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عليكم ألا تفعلوا. ذاكم إنما هو القدر (٥) » ، قال ابن عون: فحدثت به الحسن، فقال: والله لكأن هذا زجر. قالوا: ولأن فيه قطع النسل المطلوب من النكاح وسوء العشرة وقطع اللذة عند استدعاء الطبيعة لها، قالوا: ولهذا كان ابن عمر لا يعزل، وقال: الو علمت أن أحدا من ولدي يعزل لنكلته) وكان علي يكره العزل. ذكره شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عنه، وصح عن ابن مسعود أنه قال في العزل: «هو الموءودة الصغرى (٦) » . وصح عن أبي أمامة أنه سئل عنه، فقال: ما كنت أرى مسلما يفعله.

وقال نافع عن ابن عمر: (إن عمر ضرب على العزل بعض بنيه) قال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب: (كان عمر وعثمان ينهيان عن العزل) وليس في هذا ما يعارض أحاديث الإباحة مع صراحتها وصحتها.


(١) صحيح مسلم النكاح (١٤٤٢) ، سنن ابن ماجه النكاح (٢٠١١) .
(٢) سورة التكوير الآية ٨
(٣) صحيح البخاري النكاح (٥٢٠٩) ، صحيح مسلم النكاح (١٤٤٠) ، سنن الترمذي النكاح (١١٣٧) ، سنن ابن ماجه النكاح (١٩٢٧) .
(٤) سنن الترمذي النكاح (١١٣٦) .
(٥) صحيح البخاري المغازي (٤١٣٨) ، صحيح مسلم النكاح (١٤٣٨) ، سنن النسائي النكاح (٣٣٢٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٦٨) ، موطأ مالك الطلاق (١٢٦٢) ، سنن الدارمي النكاح (٢٢٢٤) .
(٦) سنن الترمذي النكاح (١١٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>