للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: «ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون (١) » وذكر الحديث، فردهم تعالى مع التوبة إلى رؤوس أموالهم، وقال لهم: {لَا تُظْلَمُونَ} (٢) في أخذ الربا، {وَلَا تُظْلَمُونَ} (٣) في أن يتمسك بشيء من رؤوس أموالكم فتذهب أموالكم.

ويحتمل أن يكون {وَلَا تُظْلَمُونَ} (٤) في مطل؛ لأن مطل الغني ظلم، فالمعنى: أنه يكون القضاء مع وضع الربا، وهكذا سنة الصلح، وهذا أشبه شيء بالصلح، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشار إلى كعب بن مالك في دين ابن أبي حدرد بوضع الشطر، فقال كعب: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر: «قم فاقضه (٥) » فتلقى العلماء أمره بالقضاء سنة في المصالحات.


(١) صحيح البخاري الحج (١٧٨٥) ، صحيح مسلم كتاب الحج (١٢١٨) ، سنن الترمذي الحج (٨٥٦) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٧٦٣) ، سنن أبو داود كتاب المناسك (١٩٠٥) ، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٧٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٢١) ، موطأ مالك الحج (٨٣٦) ، سنن الدارمي كتاب المناسك (١٨٥٠) .
(٢) سورة البقرة الآية ٢٧٢
(٣) سورة البقرة الآية ٢٧٩
(٤) سورة البقرة الآية ٢٧٩
(٥) صحيح البخاري الصلاة (٤٥٧) ، صحيح مسلم المساقاة (١٥٥٨) ، سنن النسائي آداب القضاة (٥٤٠٨) ، سنن أبو داود الأقضية (٣٥٩٥) ، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤٢٩) ، سنن الدارمي البيوع (٢٥٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>