للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم (ولا يمس القرآن إلا طاهر) ، فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية إذ فيها احتمال له (١) .

٢ - وقال القرطبي: الخامسة: قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٢) اختلف في معنى {لَا يَمَسُّهُ} (٣) هل هو حقيقة في المس بالجارحة أو معنى؟ وكذلك اختلف في {الْمُطَهَّرُونَ} (٤) من هم؟ فقال أنس وسعيد بن جبير: لا يمس ذلك الكتاب إلا المطهرون من الذنوب وهم الملائكة. وكذا قال أبو العالية وابن زيد: إنهم الذين طهروا من الذنوب كالرسل من الملائكة والرسل من بني آدم: فجبريل النازل به مطهر، والرسل الذين يجيئهم بذلك مطهرون. الكلبي: هم السفرة الكرام البررة. وهذا كله قول واحد، وهو نحو ما اختاره مالك حيث قال: أحسن ما سمعت في قوله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٥) أنها بمنزلة الآية التي في عبس وتولى {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (٦) {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} (٧) {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} (٨) {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} (٩) {كِرَامٍ بَرَرَةٍ} (١٠) يريد: أن المطهرين هم الملائكة الذين وصفوا بالطهارة في سورة عبس: وقال معنى: {لَا يَمَسُّهُ} (١١) لا ينزل به إلا المطهرون أي: الرسل من الملائكة على الرسل من الأنبياء. وقيل: لا يمس اللوح المحفوظ الذي هو الكتاب المكنون إلا الملائكة المطهرون. وقيل: إن إسرافيل هو الموكل بذلك، حكاه القشيري. ابن


(١) [أحكام القرآن] ، للجصاص: (٣\ ٥١١) .
(٢) سورة الواقعة الآية ٧٩
(٣) سورة الواقعة الآية ٧٩
(٤) سورة الواقعة الآية ٧٩
(٥) سورة الواقعة الآية ٧٩
(٦) سورة عبس الآية ١٢
(٧) سورة عبس الآية ١٣
(٨) سورة عبس الآية ١٤
(٩) سورة عبس الآية ١٥
(١٠) سورة عبس الآية ١٦
(١١) سورة الواقعة الآية ٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>