كتاب أبحاث هيئة كبار العلماء

ما جاء في النهي عن مس المصحف لغير من كان طاهرا - النقول من المحدثين - ج: 6 - ص: 69

وأما حديث ثوبان فلم أجده موصولا، ولكن قال ابن القطان في كتابه [الوهم والإيهام] : وروى علي بن عبد العزيز في [منتخبه] حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا مسعدة البصري عن خصيب بن جحدر، عن النضر بن شفي عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يمس القرآن إلا طاهر، والعمرة هي الحج الأصغر (١) » انتهى.

قال ابن القطان: وإسناده في غاية الضعف، أما النضر بن شفي، فلم أجد له ذكرا في شيء من مظانه، فهو مجهول جدا، وأما الخصيب بن جحدر، فقد رماه ابن معين بالكذب، وأما مسعدة البصري، فهو ابن اليسع تركه أحمد بن حنبل، وخرق حديثه، ووصفه أبو حاتم بالكذب، وأما إسحاق بن إسماعيل فهو ابن عبد الأعلى يروي عن ابن عيينة وجرير وغيرهما، وهو شيخ لأبي داود، وأبو داود إنما يروي عن ثقة عنده، انتهى كلامه.

وفي الباب أثران جيدان:

أحدهما: أخرجه الدارقطني (٢) عن إسحاق الأزرق، ثنا القاسم بن عثمان البصري، عن أنس بن مالك، قال: خرج عمر متقلدا بالسيف، فقيل له: إن ختنك وأختك قد صبوا، فأتاهما عمر، وعندهما رجل من المهاجرين، يقال له: خباب وكانوا يقرءون (طه) فقال: أعطوني الذي عندكم فأقرأه - وكان عمر يقرأ الكتب- فقالت له أخته: إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل، أو توضأ، فقام عمر فتوضأ، ثم أخذ

---

(١) موطأ مالك النداء للصلاة (٤٦٨) .
(٢) في [سننه] ص: (٤٥، ٤٦) ، والبيهقي كلاهما في ص: (٨٨) ، والثاني من طريق الدارقطني أيضا.