للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ارتج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة وكنا نصلي ركعتين. انتهى. قال النووي: وهذا سند على شرط [الصحيحين] ، كذا في أنصب الراية،، وذكر الزيلعي فيه آثارا أخرى.

قول: «سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا، أي: في فتح مكة كما تقدم (فصلى) ، أي: فأقام فصلى (تسعة عشر يوما ركعتين ركعتين (١) » ، وفي رواية للبخاري: «أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر، (٢) » قال الحافظ في [الفتح] : أي: يوما بليلة، زاد في المغازي بمكة، وأخرجه أبو داود بلفظ: سبعة عشر. بتقديم السين، وله أيضا من حديث عمران بن حصين: «غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، (٣) » وله من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس «أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة، (٤) » وجمع البيهقي بين هذا الاختلاف بأن من قال تسع عشرة عد يومي الدخول والخروج، ومن قال: سبع عشرة حذفهما، ومن قال ثماني عشرة عد أحدهما.

وأما رواية «خمسة عشر (٥) » فضعفها النووي في الخلاصة، وليس بجيد؛ لأن رواتها ثقات، ولم ينفرد بها ابن إسحاق، فقد أخرجها النسائي من رواية عراك بن مالك عن عبيد الله كذلك، وإذا ثبت أنها صحيحة فليحمل على أن الراوي ظن أن الأصل رواية سبع عشرة، فحذف منها يومي الدخول والخروج فذكر أنها خمسة عشر، واقتضى ذلك أن رواية تسعة عشر أرجح الروايات، وبهذا أخذ إسحاق بن راهويه، ويرجحها أيضا أنها أكثر ما وردت به الروايات الصحيحة. انتهى كلام الحافظ، وقال في [التلخيص] بعد ذكر الروايات المذكورة: ورواية عبد بن حميد عن ابن


(١) صحيح البخاري الجمعة (١٠٨٠) ، سنن الترمذي الجمعة (٥٤٩) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٥) .
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١٠٨٠) ، سنن الترمذي الجمعة (٥٤٩) ، سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٣) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٣١) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٥) .
(٣) سنن الترمذي الجمعة (٥٤٥) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٢٩) .
(٤) سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٣) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٣١) .
(٥) سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٣) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>