للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشياء إلا ما خصه الدليل. اهـ (١) .

وقال القرطبي: قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٢) فيه مسائل: الأولى: قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ} (٣) رفع بإضمار فعل يفسره ما بعده، و {خَافَتْ} (٤) بمعنى: توقعت، وقول من قال: {خَافَتْ} (٥) تيقنت خطأ. قال الزجاج: المعنى: وإن امرأة خافت من بعلها دوام النشوز، قال النحاس: الفرق بين النشوز والإعراض: أن النشوز: التباعد، والإعراض: أن لا يكلمها ولا يأنس بها.

ونزلت الآية بسبب سودة بنت زمعة، روى الترمذي عن ابن عباس قال: «خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي منك لعائشة، ففعل فنزلت: فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز (٧) » ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.

وروى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رافع بن خديج كانت تحته خولة ابنة محمد بن مسلمة، فكره من أمرها إما كبرا وإما غيره،


(١) [أحكام القرآن] ، (٢ \ ٣٤٥، ٣٤٦) المطبعة البهية بمصر.
(٢) سورة النساء الآية ١٢٨
(٣) سورة النساء الآية ١٢٨
(٤) سورة النساء الآية ١٢٨
(٥) سورة النساء الآية ١٢٨
(٦) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٤٠) .
(٧) سورة النساء الآية ١٢٨ (٦) {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}

<<  <  ج: ص:  >  >>