للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا لم يهتد لإزالة العقدة الكبرى عن طريق الأدلة المقنعة إما لعدم بلوغه ذلك ووقوفه عليه، أو لعناده وجحوده، فالعجماوات خير منه قال الله – تبارك وتعالى -: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} الأنعام١٢٢، وقال – جل وعلا - {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} الأعراف١٧٩.

ولقد بين لنا نبينا – صلى الله عليه وسلم – حال المؤمن الموحد، وحال المشرك الجاحد في هذه الحياة الدنيا فقال: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خيرٌ وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" (١) .

وهذه الخيرية، وتلك السعادة هما جنة الله العاجلة قال الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – يقول: إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.


(١) الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الزهد – باب المؤمن أمره كله خير – رقم: (٢٩٩٩) والإمام أحمد في مسنده: (٤/٣٣٢،٣٣٣) ٦/١٥-١٦ عن صهيب – رضي الله عنهم أجمعين – ورواه أحمد في المسند عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه: (١/١٧٣، ١٧٧، ١٨٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٧/٢٠٩) رواه أحمد بأسانيد رجال الصحيح أ. هـ ورواه أيضاً الإمام أحمد عن أنس بن مالك - رضي الله عنهم أجمعين – في (٢/١١٧، ١٨٤) ، وأبو يعلى أيضاً كما في مجمع الزوائد: (٧/٢١٠) وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات، وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح غير أبي بحر ثعلبة وهو ثقة أهـ.