قال شعبة بن الحجاج عليه رحمة الله أقوال التابعين ليست حجة فى الفروع فكيف تكون حجة فى الأصول أى لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ولذلك إذا اختلفوا أو لم يرتض الإنسان قول تابعى فى تفسير الآية وذهب إلى قول آخر فلا مانع أن يعول على لغة العرب فى بيان كلام معنى الرب جل وعلا وأن يرجع إلى العمومات لبيان معنى الآية لأن أقوال التابعين فى هذه الحالة كأقوال غيرهم لكن النفس مع ذلك تميل إلى تقديم كلام التابعين مما ليس لأقوالهم حكم الرفع على أقوال من جاء بعدهم فمثلا لهذه الحالة الأخيرة.
يقول الله جل وعلا فى كتابه:{احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون *من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم} الآية فى سورة الصافات {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} .
أزواجهم قال الحسن البصرى أزواجهم يعنى المشركات أى يحشر الزوج وزوجته إن كانت مشركة احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أى المشركات ففسر الأزواج هنا بالزوجات وهذا متى يكون إذا كانت على دين زوجها لتخرج الزو جة المؤمنة إذا كان زوجها كافرا كحال مثلا فرعون وزوجه {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال أى المشركات
وقال قتادة:{احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أى أشباههم وأشياعهم أتباعهم {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أشياعهم أى أتباعهم من تبعوهم وساروا على طريقهم.
هذا المنقول عن التابعين ليس له حكم الرفع إلى نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه ولذلك ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم والأثر ثابت عن عمر رضي الله عنه فى المستدرك وغيره بسند صحيح على شرط مسلم وأقره عليه الذهبى والأثر عزاه الحافظ ابن حجر فى المطالب العالية فى زوائد المسانيد الثمانية لابن منيع وقال إسناده صحيح {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أى أمثالهم من كان على شاكلتهم.