إن فضل الحساب مشهور ونفعه فى غاية الظهور وقد دل القرآن على شرف منزلته وشهد الفصل تمام فصلية ثم سرد أبياتاً من الشعر فقال:
إن الحساب من العلوم جليل ... *** ... وعلى دقيقات الأمور دليل
فأحرص على علم الحساب فإنه ... *** ... برياضة المستصعيين كفيل
لولا الحساب فريضة ... *** ... لم يعلم التحريم والتحليل
ويكفى دليلاً على فضله أن الله سيجمعنا يوم الحساب.
قال تعالى "وكفى بنا حاسبين".
وقال تعالى"الاله الحكم وهو أسرع الحاسبين".
ولقد امتن الله على عبادة فان يسر لهم الأمور التى يعرف بها الأيام والشهور
فقال تعالى "هو الذى جعل الشمس ضياءاً والقمر نوراً وقدر منازل لتعلموا عدد السنين والحساب".
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلاً".
وقد روي عن النبي أنه دعا لمعادية بن أبى سفيان بأن يعلم الله الكتاب والحساب ولكن في إسناد الحديث لين.
رواه البزار طب كما فى المجمع صـ ٩ صـ ٣٥٦، مد صـ٤ من رواية العرباص بن سارية أن النبي قال "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب "
والحديث جميع رجاله ثفات إلا الحارث بن زياد الشامي وهو من رجال أبى داود والنسائي قال الحافظ فى التقريب لين الحديث ".
وقال الهيثمي فى المجمع لم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف ولذلك حكم عليه الذهبي فى المغني صـ١ صـ١٤١ قال الحارث بن زياد والشامي مجهول لم يرو عنه إلا يونس بن سيف، وهكذا حكم عليه أيضاً فى الميزان صـ ١ صـ٤٣٣ بأنه مجهول.
ومن أسمائه سبحانه “الحسيب” وقد فسر هذا الاسم ربنا ثلاثة أمور كلها ثابتة لربنا سبحانه:-
١- الحسيب هو الكافي ومنه قوله سبحانه
(يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) .
حسبنا الله ونعم الوكيل.
٢- ويطلق الحسيب على المحاسب الذى هو ماهر خارق فى الحساب.
ومنه قوله سبحانه (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً) أى محاسباً.