ومن كلامه المحكم كان يقول من تطأطأ لقى رطبة ومن تعالى لقى عطبه, إذا تطأطأ يلقط الرطب لكن إذا شمخ بأنفه يحصل العطب والإمام أبو نعيم ختم الجزء الحادى عشر فى ترجمته من صفحة ثلاثين وثلاث مائة إلى خمس وتسعين وثلاثمائة ثم بدأ الجزء العاشر أيضا يعنى التاسع فى نهايته ثم الجزء العاشر فى صفحتين أو ثلاثة حتى أنهى ترجمته يعنى ذكر قرابة أربعين صفحة فى ترجمة ذى النون المصرى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا
إخوتى الكرام كان فى بلاد مصر كما قلت وجاء بعض الناس يعنى إلى هذا الإمام الصالح وقال له بلغنى أنه عندك اسم الله الأعظم والعلم عند الله, يعلم أو لا العلم عند الله, لكن ذا قال له هذا فأريد يعنى أن تعلمنى هذا الإسم الذى إذا دعوت به أُجبت وإذا سألت أعطيت ويعنى يكون لى شأن وتعلمنى شىء تخصنى به عن غيرى من تلاميذك وأصحابك
قالوا هذا بعد أن جلس سنة عنده يعنى خصنى بشىء فتجاهل الشيخ طلبه ثم بعد فترة قال له تعرف فلانا الذى يأتينا من الفسطاط ويحول بيننا وبينهم نهرالنيل يعنى مشاة ونهر لا بد من اجتيازه قال نعم تأخذ هذا الصندوق يعنى توصله إليه
والصندوق حقيقة ما وضع فيه ذى النون شيئا إنما فقط جاء بفأرة صغيرة نشيطة ووضعها فى هذا الصندوق ثم لفه يعنى بخرقة وقال هذه أمانة توصلها إلى فلان هدية تقول له هذه هدية من أخيك ذى النون فلما حمل الصندوق من خشب استنكره,
هذا صندوق ما له وزن ثم بعد ما يعنى مشى وصل إلى ضفاف النهر شىء تحرك فيه سبحان الله ليس له وزن ويتحرك ماذا يوجد يعنى أريد أن أرى ما فى داخل الصندوق وهذا مؤتمن لا يجوز يعنى أن ينظر فى الصندوق وهذه أمانة يوصلها إلى صاحبها فكشف الخرقة فنطت الفأرة وذهبت ما عاد بإمكانه أن يعيدها فعاد وما أصل الصندوق إلى صاحب ذى النون فلما رجع