للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تناقض ما لنا إلا السكوت له وأن نعوذ بمولانا من النار

يقول هذه سفاهة وهذا تناقض فى الشرع يقول نسكت ونعوذ بالله من النار فقط ولا تعترض يا أعمى البصيرة كما أعمى الله بصرك وجمعت بين عمى البصر والبصيرة الحكمة تقتضى أن تغلظ دية اليد من أجل ألا يتساهل الناس فى قطع أطراف غيرهم وأعضاء غيرهم والحكمة تقتضى أن يخفف نصاب القطع فى السرقة من أجل صيانة الأموال والحفظ وحفظ أموال العباد فهذا مقتضى الحكمة ولو جعلنا دية اليد ربع دينار لتساهل الناس فى قطع أيدى غيرهم ولو جعلنا نصاب القطع خمسمائة دينار لسرق الناس أموالا طائلة يعنى خمسمائة دينار من الذهب الدينار فى حدود أربع غرامات ونصف احسبها خمسة يعنى سيسرق كيلوين ونصف من الذهب اثنين كيلو ونصف حتى تقطع يده يعنى زيادة على المائة ألف لو سرق مائة ألف لا تقطع يده لو جعلت نصاب اليد خمسمائة دينار هذا فساد فالناس يتساهلون فى أخذ أموال العباد فالحكمة تقتضى أن يغلظ دية اليد وأن يخفف نصاب القطع فى السرقة هذه الحكمة ولذلك قال أئمتنا فى الرد عليه وبيان فساد كلامه كما قال القاضى عبد الوهاب المالكى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا:

عز الأمانة أغلاها صيانة المال أغلاها

وأرخصها صيانة العضو فافهم حكمة البارى

وقال الإمام علم الدين السخاوى

عز الإمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة البارى

وقال الإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال:

لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت

تقطع فى هذا الشىء التافه الحقير وعندما كانت أمينة لها دية ثمينة

هذا إخوتى الكرام كما قلت مما قاله فى معارضة شرع الله جل وعلا والاعتراض عليه فيما يتعلق بحد السرقة

وقال أيضا وهو من أخبث أقواله فى معارضة ما أتى به رسل الله الكرام على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه يقول

فلا تحسب مقال الرسل حقا ولكن قول زور سطروه

وكان الناس فى عيش رغيد فجاؤوا بالمحال فكدروه