عباد الله: إن استغناء الإنسان عن غيره، عندما يبيع ويشتري، هذا عزٌ له في هذه الحياة، ورفعةً لقدره بعد الممات، ثبت في مستدرك الحاكم، ومعجم الطبراني الأوسط، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أتاني جبريل فقال لي يا محمد -على نبينا صلوات الله وسلامه- عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وأن عز المؤمن استغنائه عن الناس] وأن عز المؤمن استغنائه عن الناس، فأنت أيها العبد الذي تدخل في بيت سيدك في هذه الحياة، ينبغي أن يكون لك حرفة، وينبغي أن يكون لك مهنة، ولا عار ولا منقصة إذا دخلت السوق، أو إذا ذهبت لتحتطب، أو إذا سافرت لتتاجر، فهذا نعت المؤمنين الذين يعبدون رب العالمين في هذه البيوت، {لا تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ}(١) عندك بيوع، وعندك تجارات تكتسب وتنتفع وتنفع، لكنَّ هذه التجارات لا تشغلك ولا تلهيك عن الواجبات.